أثار ظهورعشرات الفرسان خلال مشاركتهم في ملتقى فن التبوريدة في دورته الرابعة التي أقيمت بمدينة تارودانت ما بين 27 و 31 يوليوز المنصرم، واقفين على السيارات العتيقة عوض الخيول، استياء فئة كبيرة من المغاربة. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات توثق للحظة مشاركة الفرسان في الملتقى، بسيارات عوض الخيل، ما خلف استنكار وغضب العديد من النشطاء، مبرزين أن هذا السلوك دخيل على التراث المغربي العريق. ووجه نشطاء اللوم للمنظمين، خاصة وأن التظاهرة تهتم بالأساس بالخيول، وأن هذا التصرف يهين فن "التبوريدة"، عموما، ويسخر من قيمة الخيول والفرسان، خاصة بعد إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، باعتبارها موروثا ثقافيا شعبيا وتراثا مغربيا عريقا يجسد علاقة التناغم بين الخيل والفرسان الممارسين. واعتبر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعية، أن السيارات لا يمكن أن تسرق مكانة وقيمة خيول التبوريدة، التي تميز كل المناسبات الاحتفالية بالمهرجانات والمواسم المنظمة بكافة أرجاء المملكة، حيث تشكل علامة مميزة بطقوسها الطافحة بالرموز والدلالات التراثية العميقة. وجاء في بعض التعليقات: "هده التصرفات أكبر إهانة لفن التبوريدة أنا لا افهم كيف سمح أصحاب الخيل لهؤلاء كان عليهم الانسحاب فورا من هذا المهرجان في اعتقادي أن هادوك مالين الخيل لي واقفين غير متطفلين على الترات ولا يعرفون تقاليد وأعراف التبوريدة". فيما علق ناشط آخر: "كل هذه الأفكار غير مقبولة لأنها طمس لموروتنا الثقافي وتقاليدنا العريقة فالتبوريدة لن تكون إلا بالخيول فهي ترمز إلى الجمال والشجاعة ولا يمكن استبدالها بروبوات مثل هذه السيارات العتيقة فأصحاب هذه الأفكار الدخيلة على ثراثنا يجب أن يبتعدوا ويتركوا ما هو أصيل ثابت ". ويشار على أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة، المعروفة اختصار ب"اليونسكو"، أدرجت التبوريدة المغربية ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وذلك خلال اجتماعات الدورة السادسة عشرة للجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي للمنظمة الأممية. وقالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، في بلاغ لها، إن تسجيل هذه الممارسة التراثية العريقة ضمن التراث العالمي يندرج في إطار ملف وطني متكامل بمبادرة من الشركة الملكية لتشجيع الفرس، حيث مكن الملف من إبراز الممارسات الثقافية والمهارات والمعارف المرتبطة بالعنصر وتتبع وظائفه الاجتماعية وملامسة أبعاده الرمزية.