بعد مرور أقل من أسبوعين على مقتل السلفي المغربي ابن مدينة الفنيدق، عبد العزيز المحدالي، الملقب ب«أبو أسامة المغربي» بضواحي مدينة حلب، ثم إبراهيم شقرون الذي يوصف ب«أمير المجاهدين المغاربة» في سوريا، وأبرز مؤسسي حركة «شام الإسلام» المغربية المقاتلة، لقي الأسبوع الأخير 3 مقاتلين مغاربة ينتمون إلى الحركة نفسها مصرعهم في المعارك الدائرة بين الجيش السوري والجماعات الإسلامية الجهادية. فقد قتل عبد الحق مستور الملقب ب«أبو أسامة الفاسي» في الأسبوع المنصرم في «واقعة الأنفال» التي جرت أطوارها بمنطقة «برج 45»، الذي يعد أعلى قمة بجبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، في معركة وصفها مقاتلون مغاربة في سوريا ب«الطاحنة» مع الجيش السوري النظامي، وبعده بيومين لقي مصرعه بنفس المكان «أنس الحلوي»، الناطق الرسمي السابق باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، والذي مر على سفره إلى سوريا 3 أشهر ونصف، فيما أعلن المقاتلون المغاربة بسوريا التحاق سلفي مغربي آخر بلائحة القتلى، وهو ابن سلا عبد العزيز البويحياوي، عقب إصابته في المعركة نفسها صبيحة يوم أول أمس السبت، بعد أن قضى هناك 5 أشهر. وعلمت «اليوم24» أن بيت عائلة أنس الحلوي بمدينة «تيسية» بإقليم تاونات، تحول إلى محج للسلفيين المغاربة، الذين قدموا من مختلف المدن والقرى المغربية لتقديم العزاء لعائلة الحلوي، الذي ترك وراءه زوجة وطفلين، مصعب الحلوي في ربيعه الثالث وخديجة الحلوي البالغة من العمر 4 سنوات، فيما فضل الشيخ عمر الحدوشي رثاء أنس الحلوي في صفحته على «الفيسبوك»، قائلا إنه «أنفق مما عنده». كما علمت «اليوم24»، من مصادر مقربة، أن نجيب الحسيني المنحدر من مدينة سطات والسجين السابق بسجن غوانتنامو، والذي يعد من الملتحقين الجدد بالجهاديين الإسلاميينبسوريا، لقي حتفه مساء أول أمس، حيث أكدت مصادر قريبة أن زوجته الشابة تلقت مكالمة هاتفية من لدن أحد رفاق القتيل إضافة إلى رسالة عبر الأنترنت تخطرها بمقتل زوجها نجيب على يد قوات نظام بشار. مصادر «اليوم24» أكدت أن السجين السابق بغوانتنامو، نجيب الحسيني، المتحدر من الحي الشعبي ميمونة بمدينة سطات، عمره ست وثلاثون سنة، كان يشتغل بائعا متجولا للخضر، متزوج حديثا وله طفلان رضيعان، تمكن قبل خمسة أشهر من السفر إلى الحدود السورية التركية عبر مطار محمد الخامس الدولي، حيث تسلل رفقة منسقي محاربي التيار الإسلامي من شمال تركيا صوب جبهات القتال. نجيب الحسيني قضى أربع سنوات في أقفاص خصصت في السابق للفهود بغوانتنامو، هاجر إلى العديد من الدول الأوروبية، ليستقر به المقام في بريطانيا، وفي لندن تأثر كثيرا بفكر الجهاد الإسلامي. وكشف مصدر سلفي مطلع رفض الكشف عن اسمه، في اتصال هاتفي أجرته معه «اليوم24»، أن عدد المقاتلين المغاربة بسوريا، الذين لقوا مصرعهم حتى الآن يتجاوز 30 قتيلا، تتراوح أعمارهم بين 17 و25 سنة، أغلبهم من مدن الشمال، متزوجون ولهم أبناء. محمد حرودي – حكيم العسولي