غير أن السملالي تحدث خلال حواره مع "اليوم 24" عن الأخطاء التي قامت بها الدولة في الجنوب والتي يجب تصحيحها. كيف استقبلتم قرار الحكومة بالتعامل السريع مع الشكايات القادمة من الجنوب؟ جهة الداخلة لها خصوصية على اعتبار أنها عاصمة الجهة الجنوبية، ولا يتجاوز عددها 170 ألف مواطن، كما أن الاهتمام بحقوق الإنسان في المناطق الجنوبية هو أمر جديد، لذلك نحن نرى أن فئات أوسع من المواطنين في المناطق الجنوبية أصبحت تخرج من أجل المطالبة بحقوقها، وهنا تحدث المشاكل مع قوات الأمن حيث تكون هناك مواجهات.
ما هي طبيعة الشكايات التي يستقبلها المجلس الجهوي لحقوق الإنسان في الداخلة؟ بخصوص الشكايات التي يسقبلها المجلس هي شكايات مربتطة في المقام الأول بانتهاكات سنوات الرصاص والتي لم يتم تسويتها بعضها إلى الآن، ملفات أحداث الداخلة المؤسفة حيث حدثت عدد من الاعتقالات والخسائر المادية، كما ننتظر من السلطات أن تسوي ملف المفقودين ويجب على الحكومة التحلي بالشجاعة لحل هذا الملف. قرار الحكومة التعامل الإيجابي مع الشكايات التي تبعثها المكاتب الثلاث للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في المنطقة الجنوبية سيعيد الثقة للمجلس وكذلك سيعطي المصداقية لخطاب الحكومة، ذلك أن هناك عدد كبير من الشكايات التي مازالت عالقة نظرا لعدم تحاوب الحكومة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
ما هو السبب الرئيسي في وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في الجنوب؟ الانتهاكات تحدث دائما عندما تكون هناك احتجاجات للموطنين حيث يسيء رجال الأمن للموطنين وأحيانا يرفضون استقبالهم من أجل طرح شكاياتهم. في السابق كانت السلطات لا تعترف بنا ومازالت لحد الآن ترفض الجواب الخطي على أي مراسلة نبعثها لهم ولا يجيبون عنها.
هل وفرت لكم الدولة الامكانيات للقيام بالمهام المنوطة بكم؟ الإمكانيات جد محدودة وكل ما نتوفر عليه حاليا جاء بعد سنتين من المطالبات ومازال لحد الآن نقص كبير في الطاقم الإداري٫ كما أن هدفنا هو إخراج مكونين في ثقافة حقوق الإنسان يكونوا من أبناء الصحراء، لأن هذا الأمر سيكون مجديا وسيصبح لدى المواطن في الصراحء ثقة في خطاب حقوق الإنسان في المغرب.
كيف تتعاملونومع البعثات الأجنبية التي تزور الجنوب؟ الوفود الأحنبية وعلى رأسهم المبعوث الأممي كريستوفر روس الذي التقا بنا في العديد من المناسبات، أصبح يعي أن مسألة حقوق الإنسان أصبحت جزءا مهما من الصراع السياسي، كما أن البوليساريو تدعي كثيرا بأن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان أكثر مما هو موجود في أرض الواقع، صحيح هناك انتهاكات لكن ليس بالطريقة التي تروجها جبهة البوليساريو. كما أن مشكل الصحراء تتجاذبه أجندات مختلفة ذلك أن البوليساريو تريد دائما افتعال المشاكل والتوتر والمغرب مصر على مقترح الحكم الذاتي لذلك فحقوق الإنسان أصبحت الورقة التي يراهن عليها الطرفان.
هل أخطأت الدولة عندما أهملت الجانب الحقوقي في الصحراء؟ يجب الاعتراف بأن الدولة قد دبرت ملف الصحراء بشكل خاطئ، كما أنه يجب أن نتوقف عن تصوير جميع الاحتجاجات في الجنوب على أنها احتجاجات يحركها الانفصاليون، لأن 90 في المائة من الاحتجاجات لها مطالب اجتماعية واقتصادية، ومع ذلك فالسلطات تتعامل معها بعنف عوض فتح حوار مع المواطنين، وخير مثال على ذلك أحداث الداخلة التي تعاملت فيها السلطات بعنصرية كبيرة مع المواطنين، وكانت تحجز كل سيارات الدفع الرباعي التي في يمتكلها مواطن من أصول صحراوية. على الدولة أن تتوقف عن التعامل بتمييز مع أبناء الصحراء، مثلا في لا يوجد أي صحراوي في الدرك الذي يشتغل في الداخلة ونفس الأمر بالنسبة للشرطة حيث أن عددا من أبناء الصحراء الحاملين لشاهدة الماستر والدكتوراه تم رفض طلبهم للانضمام لسلك الشرطة بسبب أنهم من الصحراء.
ما هي أهم الملاحظات التي يحملها إليكم المبعوث الأممي روس خلال كل زيارة يقوم بها إلى الصحراء؟ روس يرى أن وضعية حقوق الإنسان في المنطقة يجب أن تتحسن بشكل أكبر، كما أنه يعتقد أن المباحثات بين الطرفين يجب تقوم على إرادة حقيقية من الطرفين لحل هذه المشكلة، ولا بد من وضع حد لهذه اللقاءات مع جميع الأطراف، لذلك فقد أكد لنا روس بأنه حان الوقت لاتخاذ القرار من كلا الطرفين للانتهاء من هذه الأزمة، ويجب أن أشير إلى أن حالة الجمود التي يعرفها مسلسل التفاوض بين الطرفين لم تعد مريحة بالنسبة للمبعوث الأممي