توج نهضة بركان بلقب كأس السوبر الإفريقي، للمرة الأولى في تاريخه، عقب انتصاره على الوداد الرياضي بهدفين نظيفين، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم السبت، على أرضية مركب مولاي عبد الله بالرباط. وبدأت الفرجة في المدرجات، بعدما قامت الجماهير الودادية برفع "تيفو"، قبل صافرة البداية بدقائق، علما أن مدرجات ملعب مولاي عبد الله بالرباط، كانت ممتلئة عن آخرها بجماهير الفريق الأحمر، ونظيرتها البركانية، التي تنقلت لتقديم الدعم المطلوب لفريقها. وعرفت المباراة حضور العديد من الشخصيات الرياضية المهمة، ترأسها باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي. وعودة لأجواء المباراة، فقد بدأت جولتها الأولى متكافئة بين الفريقين، إذ بحث كل واحد منهما عن تسجيل الهدف الأول مبكرا، بغية الخروج من الضغط الذي يكون في مثل هذه المباريات، إلا أن الكرة انحصرت في وسط الميدان خلال الربع ساعة الأولى من اللقاء، في غياب فرص حقيقية للتهديف. وكان نهضة بركان مبادرا في الهجوم، بعدما كاد أن يسجل الهدف الأول عن طريق لاعبه الشرقي البحري، لولا التدخل الجيد للحارس رضا التكناوتي، الذي تمكن من إبعاد الكرة عن شباكه بصعوبة، فيما ظل الوداد الرياضي يناور بين الفينة والأخرى، بحثا عن مباغتة الحمياني بهدف، علما أن الاستحواذ كان للفريق الأحمر، لكن دون تشكيل خطورة على المرمى البركانية. وعاد الفريق البرتقالي لتشكيل الخطورة على الوداد، بالاعتماد على الكرات الطويلة، التي أهدت الهدف الأول له في الدقيقة 32 برأسية الشرقي البحري، تقدم جعل الحسين عموتة يطلب من لاعبيه الاندفاع أكثر، بغية إدراك التعادل قبل نهاية الجولة الأولى، لإعادة المباراة إلى نقطة البداية، عوض العودة إلى غرفة تبديل الملابس متأخرا بهدف. وكاد يحيى عطية الله أن يعدل النتيجة للوداد الرياضي من ضربة حرة مباشرة، لولا التدخل الجيد للحارس حمزة الحمياني، الذي أبعد الكرة عن شباكه بصعوبة، فيما لم تعرف الدقائق المتبقية من الجولة الأولى أي جديد من ناحية النتيجة، لينتهي بذلك الشوط الأول بتقدم أبناء بنشيخة بهدف نظيف على رفاق يحيى جبران. ودخل الوداد الرياضي الجولة الثانية ضاغطا منذ صافرة الحكم الجزائري مصطفى غربال، بحثا عن تعديل النتيجة، ومن ثم البحث عن الانتصار لتحقيق اللقب للمرة الثانية في تاريخه، بعد لقبه الأول سنة 2018، فيما وجد نهضة بركان نفسه مضطرا للاعتماد على الهجمات المرتدة، التي كادت أن تهدي له هدفا ثانيا في حدود الدقيقة 56. وكان الفريق الأحمر قريبا من تعديل النتيجة برأسية لاعبه زولا، لولا التدخل الجيد للحارس حمزة الحمياني، الذي تحمل ثقل المباراة، في ظل الاندفاع المتكرر للاعبي الوداد الرياضي، الذي قام مدربه الحسين عموتة، بإجراء تغييرين دفعة واحدة، بإقحام الوافدين الجديدين أوناجم وبن عيادة، لعلهما يقدمان الإضافة في خط الهجوم. واستمرت سيطرة فريق الوداد على مجريات الجولة الثانية لتعديل النتيجة، حيث كان قريبا من ذلك عن طريق اللاعب الحسوني من تسديدة قوية من خارج مربع العمليات، لولا التدخل الجيد لحمزة الحمياني، الذي أبعد الكرة إلى بر الأمان، فيما واصل نهضة بركان اعتماده على الهجمات المرتدة، التي خلقت العديد من المشاكل لدفاع الوداد، الذي وقع في الخطأ، ومنح ضربة جزاء لخصمه البركاني. وترجم سفيان المودن ضربة جزاء إلى هدف في الدقيقة 71، رافعا بذلك عداد النتيجة إلى هدفين عوض الهدف الواحد، مقربا فريقه أكثر إلى التتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، بعد ضياعه سنة 2021، جراء الخسارة بهدفين نظيفين أمام الأهلي المصري، ليجد الوداد نفسه أمام ضرورة تقليص الفارق، بعدما كان يبحث عن التعادل. وتنفس الوداد الرياضي الصعداء، بعدما احتسب الحكم مصطفى غربال ضربة جزاء له في الدقيقة 74، قبل أن يتراجع عن قراره بعد العودة إلى تقنية الفيديو المساعد "الفار"، ليعود الوداد للبحث عن تقليص الفارق، فيما قام بنشيخة بإقحام يوسف الفحلي والمهدي أوبلا، مكان كلٍ من شادراك ومسجل الهدف الثاني سفيان المودن، أملا في إضافة الهدف الثالث، وحسم نتيجة اللقاء بصفة رسمية، في ظل الاندفاع المتواصل لأبناء الحسين عموتة. وحاول الوداد تقليص الفارق من تقليص الفارق من خلال بعض المحاولات التي أتيحت له، إلا أن الفشل كان العنوان الأبرز لكل الفرص، جراء غياب النجاعة الهجومية، فيما واصل نهضة بركان الاعتماد على الهجمات المرتدة، لعلها تهديه الهدف الثالث، دون تمكنه من تحقيق ذلك، لتنتهي بذلك المباراة بانتصار الفريق البرتقالي بهدفين نظيفين على الفريق الأحمر، توج على إثرهما بلقب السوبر الإفريقي لأول مرة في تاريخه. وتمكنت الأندية المغربية من تحقيق خمسة ألقاب في مسابقة السوبر الإفريقي، حيث كان اللقب الأول من نصيب الرجاء الرياضي سنة 2000، على حساب أفريكا سبورتس الإيفواري بهدفين نظيفين، فيما أهدى المغرب الفاسي الكأس الثانية للمغرب سنة 2012، بعد انتصاره على الترجي التونسي بالضربات الترجيحية 4/3. وحقق الوداد الرياضي الكأس الثالثة في 2018، بفوزه على مازيمبي الكونغولي بهدف نظيف، ليعود الرجاء ويحقق لقبه الشخصي الثاني والرابع للمغرب عام 2019، منتصرا على الترجي الرياضي التونسي بهدفين لهدف، ليحقق اليوم السبت نهضة بركان لقبه الأول في المسابقة، والخامس للمغرب، بعد الفوز على الوداد بهدفين نظيفين.