ففي ربيعها السابع عشر، سيراها المخرج حكيم نوري تعبر أحد شوارع الدارالبيضاء، وسيعرض عليها دور البطولة في فيلمه الروائي الطويل «قصة حب» وفي نهاية التصوير، سيخبرها نوري بأن لديها الموهبة، ولكن إذا أرادت أن تصبح ممثلة، ينبغي عليها أن تدرس الفن، كانت هذه العبارة بداية مشوار فتاة ستصدم المغاربة بجرأتها وتجاوزها لكل الخطوط. ستتوجه فاطيم إلى باريس حيث بدأت دراسة الأدب والتدريب المسرحي في باريس، في عام 2005 ستشارك في فيلم «ماروك» للمخرجة ليلى المراكشي، الذي أثار حفيظة الدوائر المحافظة بسبب ما اعتبرته «مساسا بالحياء العام، ومجاهرة بالرذائل من جنس وكحول وعري»، كما كتبت إحدى الجرائد التابعة للتيارات الإسلامية. اقتحمت العياشي العمل المدني حيث عملت في منظمة غير حكومية في القدس لمدة عام، ولدى رجوعها إلى باريس، ستعود فاطيم إلى مدرجات الكلية، وتقدم أطروحتها البحثية، المخصصة للروك والأدب. في مطلع عام 2013، ستنتقد الممثلة بشكل علني المنع والمصادرة اللذين يحاصران حرية السينما والتعبير، وستدعو كل الفنانين إلى التحرر والوقوف ضد المحافظين، بعد أن كانت بدأت في الدفاع عن قناعاتها فنيا من خلال عرض مسرحي «أقول لا» الذي عرض لأول مرة في دجنبر من سنة 2012 في الدارالبيضاء، ومن ثم إلى باريس في يونيو 2013. تصف العياشي نفسها بأنها شخصية عنيدة، وقد نذرت نفسها للوقوف ضد جميع العقبات التي تحول دون الخلق والإبداع، بدءا من الرقابة الذاتية، وصولا إلى التيارات المحافظة التي تترصد الفن وتصادره، وهي عضو في مجموعة الثقافة الحرة، التي أنشئت بشكل متزامن مع خروج حركة 20 فبراير إلى الشارع. لكن أهم حدث ستتجلى فيه جرأة الممثلة هو رد فعلها في مواجهة حزب العدالة والتنمية الذي أصبح ينادي بمجرد وصوله إلى السلطة في المغرب ب«الفن النظيف». إذ ستختار فاطيم التقاط صورة صادمة لها وهي ترتدي مايوه، مستلقية على الأرض، فوق كومة من القمامة في مطرح النفايات في الدارالبيضاء. فاطيم العياشي الثائرة والمتمردة سليلة أحد أبرز رجال النظام، المستشار الملكي أحمد رضا اكديرة، قالت، وهي تصف تمردها وخروجها من أجل حرية التعبير: «إن هدفي دائما هو الدفاع عن معتقداتي، دون خيانة أحلامي، ولدي أمل أن يصل هذا النداء إلى جميع الناس».