مستدلة على هذا التفاوت بأن ثروة نصف سكان العالم تملكها الآن مجموعة صغيرة من الناس لا تتجاوز عدد ركاب حافلة من طابقين، أي قرابة 85 رجلاً من أغنى أغنياء العالم. وقالت المنظمة البريطانية في تقرير لها إن نصف ثروات العالم بيد 1 في المئة من سكان العالم، موضحة أن قيمة هذه القلة القليلة تقدر بنحو 110 تريليونات دولار، وهو ما يفوق بخمس وستين مرة ثروة نصف سكان العالم الأقل فقرا، وأشار تقرير أوكسفام إلى أن 1 في المئة من أغنى أغنياء 24 دولة من أصل 26 دولة تتوفر معطيات عنها زادت ثرواتهم بين عامي 1980 و2012. وتابعت المنظمة أن فجوة التفاوت الاقتصادية بين الأغنياء والفقراء آخذة في الاتساع في كل من البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء، محذرة من أن تركّز الثروات في يد قلة يهدد الاستقرار السياسي ويؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية. وأشارت المنظمة إلى أن تقريرا حديثا للمنتدى الاقتصادي العالمي اعتبر أن اتساع التفاوت في الدخول هو ثاني أكبر المخاطر التي تتهدد العالم في الأشهر 12 إلى 18 المقبلة. وقالت المديرة التنفيذية لأوكسفام – التي ستشارك في منتدى دافوس- إنه من المثير للذهول أنه في القرن الحادي والعشرين لا يملك نصف سكان العالم، أي ما يعادل 3.5 مليارات شخص، ما يملكه مجموعة من الناس لا يتعدى عددهم ركاب حافلة من طابقين، وأشارت إلى أن تزايد التفاوت غذّاه استحواذ الطبقة المترفة على مقاليد السلطة السياسية وتسخيرهم العملية السياسية لوضع منظومة اقتصادية تخدم مصالحهم. وأظهرت استطلاعات للرأي أجرتها المنظمة الخيرية في بريطانيا والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا وإسبانيا والولايات المتحدة، أن معظم الناس في هذه الدول يعتقدون أن القوانين المعتمدة فيها تميل لصالح الأغنياء، وأن هؤلاء يملكون تأثيراً على الاتجاه الذي تسير إليه بلادهم، فمنذ آخر سبعينيات القرن الماضي تراجعت معدلات الضرائب المفروضة على الأغنياء في 29 من أصل 30 دولة تتوفر إحصائيات عنها. واعتبرت المنظمة في تقريرها أنه لا يمكن ربح المعركة ضد الفقر في العالم دون معالجة موضوع التفاوتات الصارخة في الدخل، وذلك لأن اتساع هذه الفجوة يخلق دائرة مفرغة تتركز فيها الثروة والسلطة على نحو متزايد بين أيدي قلة.