في تطور جديد ومفاجئ لمعركة «الأمعاء الخاوية» التي خاضها المعتقلون الإسلاميون بالسجون المغربية، أعلن المضربون عن الطعام، مساء أول أمس الخميس، وعددهم 21 معتقلا سلفيا بسجن بوركايز بفاس و4 بسجن تولال بمكناس، عن تعليق إضرابهم، بعد أن صاموا عن الطعام لمدة تزيد عن 50 يوما، ودخول رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران على الخط لإنهاء احتجاجاتهم داخل السجون. وقال عبد العالي حامي الدين، القيادي بحزب العدالة والتنمية ورئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، في اتصال هاتفي أجرته معه « اليوم24» أن «رئيس الحكومة والأمين العام لحزبه، عبد الالاه بنكيران، تابع بشكل شخصي ملف المعتقلين المضربين، وأنه تدخل بشكل مباشر لدى الجهات المعنية، حيث جرى تكليف المندوب الجهوي للسجون بمحاورة المعتقلين بسجن بوركايز والاستجابة لمطالبهم؛ مما أسفر، مساء أول أمس الخميس، عن تعليقهم لإضرابهم».
وبخصوص شيخ السلفيين، نور الدين أبو نفيعة والذي تدهورت صحته بشكل كبير، قال حامي الدين، إنه ما يزال يتلقى العلاجات الطبية بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، مؤكدا بأن حالته الصحية تحسنت بعد أن دخلت مرحلة حرجة ومقلقة بسبب إضرابه عن الطعام، حيث من المنتظر أن يُغادر المستشفى ويعود إلى زنزانته خلال الأيام القليلة المقبلة». من جهته، قال عبد الرحيم غزالي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين وعضو مكتبها التنفيذي، في تصريح خص به الجريدة، بقوله أن: «إدارة السجون استجابت لمطالب معتقلينا بكل من فاس ومكناس، وفي مقدمتها عزلهم عن معتقلي الحق العام من حيث الإقامة والزيارة والفسحة؛ الشيء الذي دفعهم إلى تعليق إضرابهم وتلقوا الأكل من عائلاتهم، مساء يوم الخميس، لكنهم قرروا الامتناع عن الزيارة إلى حين عودة الشيح أبي نفيعة معافى إلى سجن بوركايز بفاس». وأضاف غزالي أن: «المعتقل الإسلامي يوسف تباعي بسجن المحمدية، ما يزال يواصل إضرابه عن الطعام، بعدما تجاوز إضرابه المفتوح 57 يوما، كما أنه هدد بالامتناع عن شرب الماء بدءا من الاثنين القادم، ردا على عدم تجاوب إدارة السجن مع مطلبه القاضي بنقله إلى سجن طنجة حيث تقيم عائلته، وتمكينه من توثيق زواجه من خطيبته بتطوان». ويأتي تحرك عبد الالاه بنكيران لإنهاء إضراب المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغربية، عقب إعلان القيادي بحزبه عبد العالي حامي الدين خلال حلوله يوم الخميس بفاس، أن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان والذي هو رئيسه، ربط اتصالات مكثفة مع عدة جهات لإنهاء الإضراب، وهذا ما تحقق بالفعل خلال نفس اليوم. وسبق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، وزميلتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن راسلا بنكيران والمندوب العام لإدارة السجون لأجل التدخل العاجل في ملف المعتقلين الإسلاميين المضربين عن الطعام قبل حدوث كارثة إنسانية، فيما حملت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين مسؤولية أرواح معتقليها للحكومة وإدارة السجون.