قصة أمير حاولت أسبوعية "الأيام" إعادة نظم خيوطها بالرجوع إلى أبرز لحظات التوتر بين "الأمير الأحمر" والبلاط الملكي، توتر لم يكن ولد اليوم، بل توتر تعود فصوله إلى سنوات شباب الأمير التي حاول خلالها باندفاعه أن يخط لنفسه أسلوبا خاصا جديدا غير ذاك المعتمد في سلالة العلويين. سلسلة الاصطدامات مع الأمير بدأت فصولها سنة 1992، حين محاولته الدخول إلى اجتماع جمع الملك الراحل الحسن الثاني مع الملك فهد بالعربية السعودية، محاولة باءت بالفشل لكون اجتماعات القمة منطقة خاصة لا يخول إلا لولي العهد باقتحامها، وهو الشيء الذي أثار غضب الأمير الذي يرتبط بقرابة دموية مع العائلة الحاكمة في السعودية، ليستقل طائرة خاصة غاضبا حملته إلى المغرب، وحملت معه أولى شرارات التوتر في علاقته بعمه الحسن الثاني. مسلسل حوادث السير بين الأمير وعمه الملك لم تقف عند هذا الحد، لتتجاوزها بعمل "الأمير الأحمر" على نشر سلسلة من المقالات في وسائل إعلام أجنبية بالخصوص، يقارب فيها موضوعات كالديمقراطية في البلاد العربية وضرورة ملاءمة أنظمة الحكم مع مقتضيات العصر لتكون الذروة في مقال كتبه حول المغرب يتحدث عن الفساد ودور الملكية فيه قبيل الانتخابات التشريعية لسنة 1996 والتي كانت بمثابة انطلاقة حكومة التناوب، ليكون هنا بالضبط ترسم القطيعة بين الأمير ومملكة الحسن الثاني. العودة القوية للأمير كانت سنة 1999، سنة وفاة عمه الملك وتولي ابن عمه لعرش المملكة…مشهد غريب، الأمير يحضر مراسيم العزاء بلباس رسمي، في رسالة لم يفهمها إلا رجالات القصر، لكن بعد يومين بدا بلباس تقليدي في يوم رفض فيه تقبيل يد الملك حسب ما تقتضي ذلك تقاليد "المخزن " العريق…هي إشارات انضافت إلى محاولات مولاي هشام التدخل في شؤون كحضور الجيش في البلاط وإصراره على طلب لائحة بمستشارين في الديوان الملكي مرفوقة بسيرهم الذاتية…تحركات ذهب فيها الأمير بعيدا محاولا أن يرسم لنفسه مكانة أعلى من الأمير وأقل من الملك، ليأتي الرد حاسما من القصر الملكي عن طريق وفد زار مولاي هشام في إقامته ليخبره " أنت غير مرغوب فيك الدخول للقصر أو الاقترلاب من الملك." بداية قطيعة رسمية لم تنفرج إلا سنة 2005 باستدعاء الأمير الذي غادر البلاد للاستقرار في الولاياتالمتحدةالأمريكية لحضور احتفالات الذكرى الذهبية لمرور نصف قرن على على عودة محمد الخامس من المنفى…انفراج لم يدم طويلا…ليقرر الأمير سنة ، بعد خضوعه لعملية القلب المفتوح، 2007 الشروع في سرية تامة في كتابة مذكرات تروي فصول حكايته وتتضمن بورتريهات عن رجال ونساء القصر وتقارب مواضيع ستجعل بالتأكيد من صدور الكتاب حدثا مميزا ينتظره الكثيرون.