عاش محيط مدينة مليلية المحتلة، ليلة بيضاء من المواجهات، انتهت بتسجيل حصيلة ثقيلة من الإصابات في صفوف قوات الأمن المغربية، ومحاولة 400 مهاجر من دول افريقيا جنوب الصحراء دخول الثغر المحتل، لم يعرف بعد عدد من تمكنوا منهم من ذلك. وقالت سلطات الثغر المحتل، أنه على الساعة السادسة و40 دقيقة من صباح اليوم الجمعة، قفزت مجموعة كبيرة من سكان جنوب الصحراء على السياج ودخلت مليلية ، على الرغم من أن العدد الدقيق لمن نجحوا في ذلك غير معروف . ووفقا لمصادر من حكومة الثغر المحتل،فقد قامت مجموعة كبيرة من المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء ، منظمين بإتقان ، بكسر باب الوصول لمركز مراقبة الحدود في الحي الصيني ووصلوا إلى مليلية بالقفز عبر سقف المركز، مضيفا أنه على الرغم من التعاون المكثف للقوات المغربية، فقد تمكنت المجموعة من القفزة في الساعة 8:40 صباحًا . أحداث اليوم، تأتي بعجما سجلت إصابة ما مجموعه 116 عنصرا مغربيا من مختلف قوات الأمن، الخميس، في اشتباكات مع ما يقارب 500 مهاجر غير نظامي من جنوب الصحراء كانوا يتجمعون في منطقة جبلية بالقرب من مدينة مليلية المحتلة كخطوة أولى للعبور إلى إسبانيا، بحسب ما كشفت عنه وكالة الأنباء الإسبانية. وأضاف المصدر نفسه، أن هذه هي المرة الثانية في أقل من أسبوع التي تشهد اشتباكات عنيفة من هذا النوع في هذا المكان. وأفادت وكالة الأنباء الاسبانية "إيفي" وفقا لمصادر أمنية، أمس، أن حوالي116 عنصرا من مختلف قوات الأمن أصيبوا في اشتباكات اليوم، وعلى إثر ذلك نُقلوا إلى المصالح الطبية في مدينة الناظور، وأن واحدًا منهم على الأقل نُقل إلى وحدة العناية المركزة لخطورة وضعه الصحي. ووقعت الاشتباكات، التي أسفرت أيضا عن أضرار مادية في آليات القوات المغربية، أثناء البحث في إزنودين، الواقعة على بعد عشرين كيلومترا غربي مليلية، بمنطقة بني بويفرور الواقعة بالناظور. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات التي استمرت طوال اليوم تقريبا، اندلعت عندما انتقلت السلطات المغربية إلى المكان الذي يتركز فيه المهاجرون، وعندما وصلوا هناك هاجمهم المهاجرون غير نظاميين بالحجارة . وكانت وزارة الداخلية الإسبانية، قد أعلنت هذا الأسبوع عن حصيلة عمليات القفز التي نفذها المهاجرون نحو مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، منذ سنة 2013. ووفقا لبيانات وجهها وزير الداخلية الإسباني فيرناندو غراندي مارلاسكا للبرلمان الإسباني، بناء على طلب الحزب الشعبي، فإن سلطات الثغرين المحتلين سجلت 6800 "قفزة" خلال السنوات التسع الأخيرة، موضحة أن كل شخص يعتبر "قفزة"، بغض النظر عما إذا كان قد عبر الحدود بشكل فردي أو "في مجموعة".