بدأت الأصوات تتعالى من كل الجهات، من أجل إقالة وحيد خاليلوزيتش من منصبه كمدرب للمنتخب الوطني المغربي، بعد تصريحات البوسني الأخيرة التي أشار فيها إلى أنه لا يهتم بتصريحات فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الأخيرة، التي قال فيها، إن وحيد ليس مدربا لا يمكن المساس به. ما هو معلوم، هو أن خاليلوزيتش لا يحضى بمكانة لدى الجمهور المغربي، ولا لدى الصحافة المغربية، منذ توليه منصب الإشراف على المنتخب، نظرا لعناده المستمر وتفضيله للاعبين لم يقدموا المستوى المطلوب منهم، على آخرين كانوا يعتبرون نواة المنتخب، وهذا ليس بجديد على وحيد، الذي سبق له الدخول في صراعات مع النجوم عندما كان مدربا لليابان والجزائر. تزايدت حدة الخلافات بين خاليلوزيتش والشارع المغربي المطالب برحيله في أكثر من مرة، بعدما قام بإبعاد حكيم زياش ونصير المزراوي عن المنتخب، بدون تقديم أية توضيحات عن السبب، بل وصل الحد إلى رفضه الكلام عن اللاعبين باعتبارهما ارتكبا مشاكل لا يمكن الصفح عنها، حسب قوله في العديد من الندوات الصحفية، ليستمر البوسني في تمرده، وتستمر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في صمتها، بدون تقديم أية إشارات عن عدم رضاها بما يقع داخل دواليب المنتخب المغربي. وفي ظل هذا الصمت الغير المبرر من الجامعة، خصوصا بعدما انتشر فيديو يوثق سب خاليلوزيتش للجماهير المغربية، بعد نهاية مباراة الكونغو الديمقراطية بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بدأت الأسئلة تطرح كثيرا حول ما سبب عدم معاقبة خاليلوزيتش، أو إصدار على الأقل بلاغ من الجامعة توضح فيه ما يقع. وفي الوقت الذي كان الكثير ينتظر قرارا نهائيا بخصوص مستقبل خاليلوزيتش، خرج فوزي لقجع بتصريحات، لمح من خلالها إلى إمكانية الاستغناء عن وحيد، والتعاقد مع مدرب آخر، في الفترة المقبلة، قبل بداية كأس العالم قطر 2022 عندما قال، في تصريح له لمنصة soocer212 عبر "تويتر"، إنه لا يمكن القول إن خاليلوزيتش مدرب لا يمكن المساس به، لأنه قد يستمر مع المنتخب الوطني المغربي أو يرحل، دون أن يؤكد أنه سيغادر أو سيبقى. تصريح لقجع لم يمر مرور الكرام، بعدما تفاعل معه وحيد خاليلوزيتش، الذي رد عليه، في تصريح له لصحيفة "سبور كلوب" الكرواتية، بالقول "لا تعليق لدي في هذا الصدد، ولست مهتما بتصريحات لقجع على الإطلاق". وتابع خاليلوزيتش تصريحاته بالقول "الوقت كفيل بالإجابة، أقوم بعملي، والنتائج موجودة، ولا مشكل لدي" الأمر الذي جعل لقجع مستاء بحسب بعض المصادر المطلعة، التي أكدت أن رئيس الجامعة لم يتقبل ما قاله مدرب المنتخب المغربي، وأصبح يفكر في إقالته من منصبه، إلا وأنه لحدود كتابة هذه الأسطر لم تخرج الجامعة بأي قرار يفضي إلى نهاية مشوار وحيد مع الأسود. وفي ظل هذه المشادات الكلامية بين الجانبين من خلال التصريحات، أكدت بعض المصادر، أن أيام خاليلوزيتش أصبحت معدودة، وبأن جامعة الكرة بدأت فعلا في التفاوض مع مدربين جدد، لإيجاد المدرب القادر على قيادة المنتخب في المحفل الدولي القادم بقطر، لكن في المقابل لا يزال الصمت يعم في أروقة الجامعة التي فضلت مرة أخرى التكثم على ما يقع. منصف اليازغي، الباحث المغربي المتخصص في السياسة الرياضية، طرح سؤالا عبر صفحته الرسمية، قائلا: هل الحديث الدائر بقوة عن قرب إقالة وحيد خاليلوزيتش هو فقط بسبب تعليقاته على تصريحات "رئيس الجامعة"، أم بسبب اختياراته التقنية التي لم ترُق "الرأي العام المغربي" ونحن على مشارف المونديال؟؟؟ هناك فارق كبير بين الإجابتين…!!. بدوره أمين السبتي، الصحافي المغربي بقنوات بي إن سبورت تطرق لموضوع قرب إقالة خاليلوزيتش، حيث قال هو الآخر في تدوينة له "حتى وإن كان وحيد خاليلوزيتش سيقودنا إلى الفوز بكأس العالم لم يعد له مكان بيننا، أتمنى أن أسمع قرار إقالته قريبًا، فكل يوم يمضي هو ضياع للوقت، إن كان متعنتًا يجب أن نبين له أننا كمغاربة أكثر منه تعنتًا". وسار جواد بادة المعلق المغربي بقنوات بي إن سبورت، على نفس منوال سابقيه، حيث قال في تدوينة مقتضبة له عبر صحفته الرسمية "وحيد حان وقت الرحيل في سلام". أما الصحافي عبد اللطيف متوكل، ورئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، فقد قال في إحدى مقالاته، "سائلوه وقولوا له "مع السلامة، ماذا تنتظر جامعة كرة القدم، بعد موجة الاستياء والسخط العارم في صفوف المغاربة، والتي امتدت إلى خارج الحدود، بتعبير مساندين ومعجبين بكرة القدم الوطنية، من جنسيات مختلفة، عن استنكارهم الشديد، لما جاء على لسان المدرب البوسني – الفرنسي، وتضامنهم الكلي مع المغاربة". وتابع متوكل "هل باشرت مسطرة البحث والتحقيق، وهل شكلت لجنة للاستماع إليه، وهل تتجه نحو عرضه على لجنة الأخلاقيات بالجامعة، ومراسلة الفيفا في هذا الموضوع الذي يكتسي صبغة خطيرة، ولا يقبل أنصاف الحلول" في إشارة له لسب خاليلوزيتش للجمهور المغربي بعد نهاية مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية بدونور. ويبقى السؤال المطروح في ظل الوضع الراهن، علما أن هناك إجماعا داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن عدم استمرار خاليلوزيتش في منصبه، هو هل اقترب موعد رحيل خاليلوزيتش بعد خلافاته الأخيرة مع لقجع أم أنها فترة فراغ ببن الطرفين وستمر.