حذرت السعودية أكبر مصدر للبترول في العالم الإثنين من أن هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن التي تستهدف منشآتها النفطية تشكل "تهديدا" لإمدادات النفط في الأسواق العالمية، فيما بلغ سعر برميل خام برنت أكثر من 115 دولارا. ويأتي تحذير المملكة الخليجية غداة إعلانها عن تسبب هجوم شنه الحوثيون على جنوب السعودية بخفض إنتاج مصفاة نفط تابعة لشركة أرامكو بعد هجمات متعددة استهدفت منشآتها النفطية ليل السبت الأحد، في وقت تشهد أسواق الخام توترات على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله، إن "السعودية تعلن أنها لن تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران". واعتبر أن هذه "الهجمات التخريبية تشكل تهديدا مباشرا لأمن الإمدادات البترولية في هذه الظروف بالغة الحساسية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية". أقفل برميل خام برنت بحر الشمال تسليم ماي على ارتفاع قوي الاثنين بلغت نسبته 7,12 % مسجلا 115,62 دولارا وهو أعلى مستوى له منذ عشرة أيام بدفع من إمكان فرض حظر أوربي على البترول الروسي. أما برميل غرب تكساس الوسيط الأمريكي المرجعي تسليم أبريل فقد أقفل على ارتفاع نسبته 7,08 % مسجلا 112,12 دولارا ليتجاوز عتبة 110 دولارات للمرة الأولى منذ أسبوعين تقريبا. وحض المصدر السعودي المجتمع الدولي على "الوقوف بحزم" ضد هجمات المتمردين التي قد تؤدي إلى "التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها". وفي بروكسل، أدان المتحدث باسم الاتحاد الأوربي "بشدة هجوم أنصار الله (الحوثية) بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية في المملكة العربية السعودية الأحد". واعتبر في بيان أن "مثل هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تتوقف". وحض الاتحاد الأوربي "جميع أطراف النزاع في اليمن على المشاركة بشكل بناء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل"، مشيرا إلى أنه "يبقى هو الخيار الوحيد لإنهاء هذه الحرب". وشن المتمردون الحوثيون هجمات متعددة بطائرات مسيرة استهدفت محطة توزيع منتجات بترولية في جنوب المملكة مساء السبت ومعمل للغاز الطبيعي ومصفاة نفط في ينبع في غرب المملكة فجر الأحد، ومحطة توزيع المنتجات البترولية التابع لشركة أرامكو في جدة في غرب السعودية مساء الأحد. وأدى الهجوم على مرافق "شركة ينبع ساينوبك للتكرير" (ياسرف) في غرب المملكة إلى "انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكل مؤقت"، على ما أعلنت وزارة الطاقة السعودية الأحد. وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم "التعويض عن هذا الانخفاض من المخزون" من دون أن تحدد كمية الإنتاج التي تسبب الهجوم في توقفها، علما أن طاقة المصفاة التكريرية تبلغ 400 ألف برميل يوميا. ويشن الحوثيون المدعومون من إيران هجمات على المنشآت النفطية ومرافق البنى التحتية في السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا التي تخوض نزاعا داميا ضد الحوثيين منذ منتصف 2014. وأدت الحرب إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأممالمتحدة. والسعودية أحد أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، وتقود مع روسيا تحالف "أوبك بلاس" الذي يضم مجموعة البلدان المصدرة ودولا من خارجها ويتحكم بكميات الإنتاج في السوق. وقد رفضت ضغوطات أمريكية لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار. والقرار السعودي نابع من رغبة المملكة في المحافظة على التحالف النفطي مع روسيا، لكنه يعود أيضا إلى خلافات مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، خصوصا مع رفض واشنطن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.