يبدو أن معاناة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وحزبه العدالة التنمية، مع حركات المعطلين لن تنتهي في المستقبل القريب، حيث عادت إلى الواجهة معركة المقرات بين الطرفين، والتي باتت مقبلة على فصول جديدة من المواجهة مع الدخول الاجتماعي والسياسي الجديد، فبموازاة مع اقتحام عشرات المعطلين من الأطر العليا لتنسيقية التحدّي 2012، لمقر «البيجدي» والكائن بحيّ الليمون بالعاصمة الرباط، مساء أول أمس الخميس، نفذ عدد من معطلي الجمعية الوطنية للمعطلين بالمغرب، وقفة احتجاجية واعتصام إنذاري أمام المقر الجهوي لحزب «المصباح» بوسط مدينة فاس. ورفع المحتجون الغاضبون شعارات قوية تندّد بسياسة الحكومة اتجاه مطلبهم، حيث وصفوها ب»الحكومة المشؤومة»، كما طالبوا رئيسها عبد الإله بنكيران بالتوقف عن نهج سياسة «الآذان الصماء» والإسراع بتجاوبه الإيجابي مع التزامات الدولة المغربية اتجاه تشغليهم وإنهاء بطالتهم، ورددوا لمرات عديدة شعار «الحكومة كوني على بال..المعطل لا يهان»، كما هددوا قبل فض وقفتهم بالدخول في أشكال تصعيدية، بعد أن لوحوا باقتحام مقر العدالة والتنمية بفاس والاعتصام بداخله إلى حين تحقيق حقهم في الشغل، كما يقولون. وقال القيادي والكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بفاس، الراضي السلاوني، في اتصال هاتفي أجرته معه «أخبار اليوم»، إن «مقرات حزبه لا تتوفر على مناصب شغل لكي توزعها على المعطلين، في إشارة منه إلى إصرارهم على الاحتجاج أمام مقرات الحزب». وأضاف أن «التشغيل هو شأن حكومي، ونحن نساند المعطلين في نضالاتهم واحتجاجاتهم، لكننا نرفض أسلوب الاستفزاز وتسييس الوقفات التي تنظم أمام مقراتنا، ولجوء المعطلين إلى اقتحامها وإلحاق أضرار بمنشآتنا الحزبية، فالحوار وحده كفيل بتقريب وجهات النظر بين المعطلين والحكومة، خصوصا وأن رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية حسم أمر التشغيل عبر المباريات، انسجاما مع مبدأ تكافؤ الفرص، والذي دستره دستور فاتح يوليوز وأنهى ظاهرة الريع في مختلف المجالات، بما فيها التشغيل المباشر، بحسب تعبير مسؤول حزب رئيس الحكومة بفاس.