أكد عبد الله بوانو رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب أن هناك ثلاثة خيارات للخروج من الأزمة الراهنة التي تعيشها الحكومة، خيار إجراء انتخابات مبكرة وإن كانت له كلفة سياسية واقتصادية، وخيار الاستمرار في حكومة أقلية كما هو الحال في عدد من الدوال، والخيار الأخير هو التحالف مع أحزاب معارضة لترميم الأغلبية. وأضاف بوانو في معرض كلمته بمناسبة انعقاد المؤتمر الرابع لشبيبة العدالة والتنمية بمكناس نهاية الأسبوع الماضي، أن هناك ثلاث قضايا تعترض التحالف مع حزب التجمع الوطني للأحرار، الأولى ترؤسه لمجموعة G8 وصراع الانتخابات التشريعية السابقة، ومسألة الأرقام المغلوطة الذي سبق أن قدمها مزوار بشأن قانون المالية لسنة 2012، خاصة نسبتي النمو والعجز، فضلا عن فضيحة تبادل المنح بينه وبين الخازن العام للمملكة التي يوجد ملفها بين يدي القضاء يقول "بوانو". اللقاء لم يخل من توجيه بوانو سهام النقد لحليفهم السابق في الحكومة، حميد شباط، حيث صرح أن هناك مشاكل مع هذا الأخير، وليس مع حزب الاستقلال، واصفا إياه بناقض العهود، مستدلا على ذلك بتخلف حزب الاستقلال عن تعهداته عشية الانتخابات التشريعية السابقة وكذلك عن تخلف الفريق البرلماني لحزب الاستقلال عن الجلسة الشهرية مع رئيس الحكومة. وتساءل بوانو في نفس سياق كلامه عن الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، حول سبب هدم المقر الجهوي للمجلس الأعلى للحسابات بفاس الذي استغرقت عملية إعادة بنائه ثلاث سنوات وكذلك التستر على ما تضمنته تقارير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2008. وأكد بوانو على أن الحكومة عازمة وبشكل واضح على استكمال المشاريع الإصلاحية التي أطلقتها وإن كلفها ذلك شعبيتها، وشرح بشكل مفصل كل ما دار في الساحة السياسية في الشهور الأخيرة موضحا سبب خروج حزب الاستقلال وما خلقه زعيمه من أزمة على المستوى الحكومي، مؤكدا على أن الفساد مازال مستشريا، وأن معركة الإصلاح مازالت قائمة حيث تتطلب مزيدا من الجهد والإصرار على الإصلاح رغم التشويش والعراقيل التي تتعرض لها الحكومة. من جهته، تطرق خالد البوقرعي الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، إلى التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي والإسلامي، حيث أكد على تضامنه المطلق مع الشرعية الديمقراطية بمصر وعودة الرئيس مرسي إلى الحكم، وتأسف بشدة من مقتل القيادي اليساري التونسي محمد البراهمي وكذلك ما يقع بالساحة السياسية المغربية، من محاولة المفسدين والمستبدين عرقلة التجربة الحكومية وهدم المشاريع الإصلاحية التي بدأتها الحكومة والعودة بالمغرب إلى سنوات التحكم والاستبداد. كما أكد أن دخول حزب العدالة والتنمية إلى العمل السياسي، بصفة عامة وإلى التجربة الحكومية بصفة خاصة، نابع من إيمان عميق بإمكانية الإصلاح من مراكز اتخاذ القرار وهذا ما جعل الشعب يثق في حزب العدالة والتنمية ويعطيه المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة يضيف البوقرعي، وعرج على دور الشباب في العمل السياسي معتبرا إياه من الضروريات ومن أسباب الإصلاح السياسي والديمقراطي الذي يطمح إليه المغرب.