قال عبد الجليل طليمات، العضو السابق بالمكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، إن "من حق المغاربة التعبير عن رفضهم لأي تكريس لوضع الاتحاد الاشتراكي الحالي، الذي لا يرضي يساريا ولا يمينيا ولا صديقا ولا خصما"، مشددا على أن "المستقبل الديمقراطي لبلدنا، سيظل رهينا بوجود أحزاب قوية وذات امتداد في المجتمع". واعتبر القيادي الاتحادي، أن "لغة الحوار وسلوك الانفتاح وروح التوافق والتجميع في التعاطي مع الاختلافات داخل الحزب وبين قوى الصف الديمقراطي، والواقعية البناءة في صنع القرارات، هي دروس وقيم مدرسة عبد الرحيم بوعبيد". وأوضح طليمات، في مداخلة له في ندوة لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، أن "المطلوب اليوم من الحركة الاتحادية واليسار عموما، تجسيد قيم مدرسة بوعبيد، في مواصلة نضاله من أجل دولة وطنية ديمقراطية وحديثة، ولعل المدخل الطبيعي لذلك هو فتح حوار حقيقي داخل الحركة الاتحادية، بهدف لم شملها على قاعدة رؤية مستقبلية سياسية فكرية تنظيمية مجتمعية تعيد للحركة الاتحادية لحمتها التنظيمية وتأثيرها في الدينامية السياسية والاجتماعية، موقعها الطبيعي في بناء القطب السياسي الاشتراكي الكبير". وأضاف طليمات، "أن إنضاج هذه الرؤية يقتضي تفكيرا جماعيا يحدد حجم الاختلافات للتحكم فيها، ويوضح الخيارات والأولويات المرحلية منها والبعيدة المدى، لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الوطن والمجتمع والدولة". وتساءل طليمات، "أي مشروع لمستقبل الاتحاد الاشتراكي؟"، مؤكدا أن "أزمة اليسار المغربي مظهر من مظاهر أزمة أعمق، أزمة مركبة، سياسية واقتصادية واجتماعية، فهي مجرد المظهر السطحي المعبر عن الأزمة المركبة". وشدد على أن المطلوب من أحزاب اليسار النقد الذاتي لأخطائها، والتقييم الموضوعي والنزيه لما آلت إليه من وهن وقصور"، مشيرا إلى أن المغزى من الاهتمام من طرف شريحة كبيرة من المجتمع المغربي بواقع الاتحاد الاشتراكي، هو "تأكيد لمكانته الرمزية في الوجدان الشعبي، وبالتالي هو مِلك وطني عام، وشأن عام، ولا يهم من يحملون بطاقة العضوية من غيرهم، ومن ترضى عليهم القيادة الحزبية".