قالت اللجنة العلمية الوطنية، إن بلوغ المناعة الجماعية ضد كوفيد 19 لا يرتبط بالضرورة بالوصول إلى نسبة معينة من الملقحين من إجمالي المواطنين. مولاي هشام عفيف أكد خلال أول ندوة صحفية تعقدها اللجنة، مساء اليوم الجمعة، أن المناعة الجماعية ترتبط أيضا بالمتغيرات والوضوع الوبائي في المغرب، وعلى المستوى العالمي. وأضاف عفيف، "حينما بدأت الجائحة كنا نقول إننا يجب أن نتجاوز 60 أو 70 في المائة من المواطنين للحصول على المناعة الجماعية، لكن مع ظهور المتحورات من الوباء لاسيما دلتا، ارتفعت نسبة الانتشار ومعدل الانتقال بما قد يصل إلى 10 أضعاف". مضيفا أنه وفي ظل هذا الوضع لم تعد نسبة 60 في المائة كافية، حيث صار الحديث عن تجاوز 80 في المائة كنسبة تلقيح من الفئة المستهدفة أو أكثر. وأكد عفيف أن تجنب الوفيات الناتجة عن كوفيد 19 يشكل الهدف والأولوية رقم 1 من حملة التلقيح، ولبلوغ هذا الهدف ينبغي العمل على تجنب حصول حالات خطيرة وحرجة تكون وراء هذه الوفيات. وأضاف بأن التلقيح يقلل عدد الوفيات أكثر مما ينقص حالات الإصابة، لكنه سجل أن احتمال نقل الملقحين للفيروس تبقى أقل 50 في المائة مما لدى غير الملقحين. وسجل عفيف أن الإحصائيات الخاصة بالوفيات الناتجة عن كوفيد 19 في المغرب خلال الموجة الثانية من الوباء، أظهرت أن 83 في المائة من هذه الوفيات تخص ثلاث فئات إما "غير ملقحين، أو من لم يستكملوا تلقيحهم (الجرعة الثانية)، أو ملقحين قبل 5 أشهر أو أكثر" . وتابع قائلا، إن اللقاح يستمر بتوفير الحماية للملقحين على مدى 5 أشهر، لكن سُجل بعد هذه الفترة تراجع في مستوى الحماية، وذلك ما دفع إلى اعتماد الجرعة الثالثة لتعزيز المناعة لاسيما لدى كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.