أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية للقاح ضد كوفيد19، في تصريح ل"الصحراء المغربية"، تواصل فعاليات الحملة الوطنية لتلقيح الأطفال في ظروف عادية، مشيرا إلى أنه لم يسجل خلالها أي أعراض جانبية خطيرة لدى الأطفال الذين تلقوا حقناتهم، إلى صباح أمس الأربعاء، باستثناء تسجيل أعراض خفيفة لدى بعض الأطفال، عبارة عن صدمات ناتجة عن شعورهم بالخوف من اللقاح، لم ترق إلى مستوى الإغماء أو الخطورة. وتحدث عفيف، وهو طبيب اختصاصي في طب الأطفال، عن أن الأعراض الخفيفة المسجلة لدى بعض الأطفال الملقحين ضد كوفيد، عبارة عن عياء، وألم في الرأس، وارتفاع طفيف في الحرارة واحمرار في مكان التلقيح، وهي أعراض عادية في مجال التلقيح تزول بعد انقضاء 24 ساعة. وذكر أن حملة الأطفال الحالية تتسم بحرية اختيار الأسر ما بين لقاحي فايزر وسينوفارم، هذا الأخير الذي تلقى ترخيصا باستعماله بين الأطفال، وهو من اللقاحات المنتجة وفق طريقة كلاسيكية في إنتاج اللقاحات، وهي المستعملة في المغرب منذ سنوات لتلقيح المواليد الجدد والأطفال في المغرب. وأشار عفيف إلى أن مراكز التلقيح المخصصة لتمنيع فئة الأطفال خلال اليوم الأول من إطلاقها، أول أمس الثلاثاء، تمكنت من تلقيح 33 ألفا و307 أطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 12 و17 سنة. وأكد عفيف استعمال 16 ألفا و186 لقاحا من فايزر الأمريكي مقابل 17 ألفا و121 لقاحا من سينوفارم الصيني، وهو ما عكس حظوة اللقاحين بمستويات متقاربة من الأفضلية لدى أسر الأطفال، تبعا لترك أمر الاختيار بينهما لأسر الأطفال من الفئة العمرية المستهدفة بالحملة الوطنية للتلقيح. ويراهن المغرب على مساهمة هذه الحملة في تسريع وتيرة تحقيق المناعة الجماعية ضد كوفيد19 في المغرب، أخذا بعين الاعتبار وجود 3 ملايين طفل، ما بين 12 و17 سنة في المغرب، علما أن الحملة نفسها تستهدف الأطفال أكثر من 17 وأقل من 18 سنة أيضا، يضيف عفيف. ويأتي التفاؤل من هذه الحملة، تحقيق نسبة مهمة من الأشخاص الملقحين، مع بلوغ نسبة تقارب 50 في المائة من مجموع الفئات المستهدفة من الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد، من كبار السن والبالغين الشباب والحاملين لعوامل الاختطار، سيما بعد استعمال 33 مليون جرعة ما بين الحقنة الأولى والحقنة الثانية. وأبرز عفيف أهمية تلقيح الأطفال من الناحية الاجتماعية والنفسية، إذ تسمح عملية تمنيع المتمدرسين، ما بين12 و17 سنة، في تبني دخول مدرسي آمن، مرتكز على التعليم الحضوري وبالتالي تفادي الأثر النفسي السلبي على الصحة النفسية للأطفال، كما سبق لمصلحة الطب النفسي عند الطفل والمراهق، في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، أن أثبتت الصعوبات النفسية التي واجهها الأطفال خلال فترة الحجر الصحي وما صاحب ذلك من صعوبات تحملهم لتبعات التعليم عن بعد. وأكد عفيف، الذي يشغل أيضا منصب رئيس جمعية أنفوفاك المغرب، أهمية تلقيح الأطفال ضد فيروس كوفيد19، لتوفير الحماية الفردية لفئة الصغار وتوفير الحماية الجماعية لمحيطهم العائلي والمجتمعي، لا سيما أن مصالح الإنعاش المخصصة لاستقبال مرضى كوفيد، تضم ضمن مرضاها أطفال يبلغون من العمر 12 سنة. تجدر الإشارة إلى أن القطاعات الحكومية المعنية بالسهر على حملة تلقيح الأطفال، خصصت 419 مركزا على الصعيد الوطني ووحدات متنقلة لتغطية المناطق النائية والعالم القروي ووعرة المسالك، تتوزع بين مراكز تتوفر على لقاح سينوفارم وأخرى تتوفر على لقاح فايزر، منتشرة حسب المديريات الإقليمية للتعليم الخاصة بكل أكاديمية جهوية للتعليم، يمكن للطالب الاطلاع عليها عبر منصة مسار أو من خلال التواصل مع المؤسسة التعليمية التي ينتمون إليها أو القريبة منهم. ولأجل تسهيل ولوج الأسر إلى اللقاحات المختارة من قبلهم، فإن القطاعات الحكومية المعنية، مدعوة إلى نشر لوائح مراكز التلقيح بأنواع اللقاحات المتوفرة فيها، لتسهيل ولوج الأسر إلى المعلومات التي يرغبون في الحصول عليها.