لا زال الأمن الإسباني يستبق الزمن لتوقيف باقي الركاب الفارين من طائرة مغربية، كانت قد حطت بشكل مفاجئ في مطار مايوركا الإسباني، وهي في رحلة من الدارالبيضاء نحو إسطنبول، بعد ظهر الجمعة بسبب حالة طبية طارئة يجري التحقيق فيها، وسط تلويح القضاء الإسباني بمتابعة الفارين من الطائرة بتهم ثقيلة تصل عقوبتها إلى عشر سنوات. ونقلت وسائل إعلام إسبانية اليوم الاثنين، أن الأمن لا زال يواصل مهام البحث عن 12 راكبا فروا ودخلوا إسبانيا بشكل غير قانوني، هربا من الطائرة التي نزلت اضطراريا في المطار، مؤكدين أن الأشخاص ال 24 الذين شاركوا في هذا الحدث هم جميعهم من الرجال ويحملون الجنسية المغربية، باستثناء فلسطيني واحد. وأفادت مندوبة الحكومة الإسبانية، آينا كالفو، في مؤتمر صحفي، أن قوات الأمن فتحت ثلاثة خطوط عمل، أولها يهدف إلى اعتقال الفارين في أسرع وقت ممكن، ثم التحقيق في هذا الحدث "غير المسبوق" الذي وقع في مطار بإسبانيا، عندما خرجت مجموعة من الركاب من الطائرة عبر منطقة غير مصرح بها، والتحقيق فيه ومراجعته. وتحدثت كالفورعن تحقيقات تقودها الشرطة فيما إذا كانت عملية الفرار من الطائرة خطط لها، أم أنه كان هروبًا عفويًا، حيث أنه على الرغم من أن "جميع السيناريوهات مفتوحة"، إلا أنه في البداية لا توجد بيانات تؤدي إلى الاعتقاد بأنها عملية منظمة، مشددة على أن طلبات الهبوط بسبب حالة طبية طارئة "شائعة"، غير أن ما هو "غير عادي" وهو أن هناك "21 شخصا يجرون على مدارج أحد المطارات، مما يعرض الحركة الجوية للخطر". المعتقلون في الوقت الحالي على خلفية هذه الواقعة، يبلغ عددهم 12 شخصا، تسعة ممن حاولوا الفرار، وآخر لمحاولته مهاجمة حارس مدني على الطائرة نفسها، والراكب الذي طلب المساعدة الطبية والشخص الذي كان يرافقه، وأشارت مندوبة الحكومة إلى أن أيا من المعتقلين لم يتقدم بطلب للحصول على اللجوء السياسي. بخلاف توقعات مندوبة الحكومة الإسبانية بإعادة المغاربة الفارين من الطائرة لبلدهم، أفادت مصادر من وزارة الداخلية الإسبانية أن الشرطة تنسب تهم العصيان والإخلال بالنظام العام وخرق قوانين الهجرة إلى المعتقلين الاثني عشر الذين كانوا قد فروا يوم الجمعة الماضي بمطار جزيرة بالما دي مايوركا الإسبانية من طائرة قادمة من المغرب، بعد أن ادعى أحد المسافرين أنه أصيب بوعكة صحية. تهمة العصيان في إسبانيا، يعاقب مرتكبوها بما يصل إلى عشر سنوات من السجن، وتستعد وزارة الداخلية الإسبانية لاستغلالها في واقعة ترجح أن تحويل مسار الطائرة فيها، مرتبط بمجموعة مغربية ب"فايسبوك"، كانت قد كتبت منشورا في شهر يوليوز الماضي تدعو فيه إلى عملية هجرة شبيهة بتلك التي وقعت بمطار بالما دي مايوركا الدولي. المجموعة "الفيسبوكية" التي تشك السلطات الإسبانية أنها كانت وراء التخطيط لهذه العملية، قالت إن اسمها Brooklyn وتضم الآلاف من الشباب المغربي، وسبق أن قال ناشطون فيها إنهم بحاجة إلى 40 متطوعا لحجز طائرة إلى تركيا بشرط أن تكون الطائرة تحلق فوق إسبانيا لتنفيذ عمليتهم.