تصوير ياسين بنميني افتتح منتدى أصيلة في دورته 42 مساء أمس الجمعة بعقد ندوة حول "المغرب العربي والساحل… الشراكة الحتمية". وقال محمد بنعيسى، أمين عام منتدى أصيلة، في الجلسة الافتتاحية، إن المنتدى أدرج قضايا كفيلة باستئناف "نقاش متجدد وعميق برؤية موضوعية مستقبلية"، قضايا متصلة باستتباب "السلم والأمن والاستقرار إقليميا وقاريا"، وأشار إلى أنه ضمن هذا السياق تأتي ندوة "المغرب العربي والساحل: الشراكة الحتمية". كمثال لأزمة "باتت عويصة تحتاج إلى حلول مستعجلة". وقال بنعيسى، إن الندوة تتأسس على فكرة تداخل الحدود بين المجالين المغاربي وبلدان الساحل. فرغم المصاعب تظل إمكانيات التفاعل والاندماج ممكنة وتفرض على صانعي القرار في الفضاءين تفكيرا استراتيجيا لتدبير الأزمات التي تواجهها المنطقة الشاسعة وتطال لقمة العيش والأمن والاستقرار. واعتبر أن التحديات التي تواجهها "الشراكة المغاربية الساحلية" تتمثل في التحدي الأمني الناتج عن الإرهاب المسلح المهدد لبلدان الساحل. والثاني يتعلق بالوضع الاستراتيجي في الفضاء المغاربي والساحل. والتحدي الثالث سياسي مؤسسي يحيل على منظومة الحكم الرشيد وبناء الدولة الوطنية. أما التحدي الرابع، فيتصل بمجال الصحراء والساحل من زاوية تحدي اقتصادي بيئي. متمثل في نقص المياه، وزحف الرمال والجفاف. من جهته، قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن إرساء الأمن والاستقرار يعد اليوم من أكبر التحديات التي تواجه حكومات العالم، معتبرا أن "تبعات التطرف والإرهاب" مسّت بمخاطرها كل جوانب الحياة، ونوه ببرنامج المنتدى الذي خصص ندوة لمعالجة قضايا هذه المنطقة "المحفوفة بالمخاطر"، والتي تواجه تحديات أمنية واستراتيجية ومؤسساتية واقتصادية" وأشار إلى أن حرص المنتدى على إبراز حتمية الشراكة والتكتل كمخرج لكل هذه التحديات، يسير في خط الانسجام "مع توجهات وسياسات المملكة المغربية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس" وشدد على أن هذه المهمة "تشكل جزءا من التزامات المغرب الإقليمية والدولية الراسخة، التي تجعل التكتل والشراكة والتعاون واليد الممدودة بين كل الأطراف مبدأ ثابتا وضرورة لإرساء عالم أفضل". وباسم وزير الخارجية ناصر بوريطة قدم محمد الصبيحي، مدير الشؤون الإفريقية في وزارة الشؤون الخارجية، كلمة قال فيها إن موضوع الساحل يعكس الاهتمام المتزايد بهذه المنطقة على المستوى الدولي. فهذه المنطقة "من أفقر جهات العالم" وتواجه تحديات كبيرة، سواء على مستوى التغيرات المناخية أو النمو الديموغرافي، والأمن الغذائي، وتنامي النزعات الانفصالية والإرهاب، وزعزعة استقرار عدد من الدول ومشكل الهجرة. وأشار إلى وجود ما لا يقل عن 16 مبادرة إقليمية ودولية للتعامل مع إشكالات فضاءات الساحل والصحراء، تركز على مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، كأولوية لدول المنطقة وأوربا. إضافة إلى الهجرة التي أصبحت مصدر قلق. وهي كلها "مقاربات أمنية". واعتبر الصبيحي أن المغرب لا يتعامل مع الساحل بمنطق التجربة والاستكشاف، بل من منطلق "فضاء انتماء مجالي تاريخي وحضاري". واعتبر أنه لا يمكن أن يرتكز الاستقرار في المنطقة على الأدوات العسكرية فحسب، بل يجب الربط بين الاستجابات الأمنية، وبرامج التنمية.