قال مصطفى اليحياوي، الخبير في الانتخابات، وأستاذ الجغرافيا الانتخابية بكلية الآداب بالمحمدية، إن حزب العدالة والتنمية "سيكون صعبا عليه أن يتجاوز سقف المليون صوت" في الانتخابات المقررة يوم 8 شتنبر. في الانتخابات الجماعية لعام 2015، حصل "البيجيدي" على مليون و559 ألف صوتا. لكن اليحياوي الذي تنبأ في ذلك العام، بتلك النتائج التي حققها "البيجيدي" حينئذ، لديه توقعات مختلفة لهذا الحزب في هذا العام. ويقول اليحياوي لموقع "اليوم 24″، تبعا لقراءته الإحصائية لتبعات عدم تقديم "البيجيدي" لمرشحين في دوائر الاقتراع الفردي (الجماعات القروية والمدن التي يقل تعداد سكانها عن 50 ألف)، إن هذا الحزب "فقد (تلقائيا) أكثر من 3454 مقعدا بالمقارنة مع 2015، أي بنسبة 68.42 من مجموع مقاعده خلال الانتخابات الجماعية ل2015". وكان "البيجيدي" قد حصل على 5021 مقعدا في الانتخابات الجماعية لعام 2015. ويضيف اليحياوي: "بهذا التراجع في عدد المقاعد، فسيكون من المحتمل جدا أن فقد "البيجيدي" آليا، من حجم أصواته في الانتخابات الجماعية ما يزيد عن 700 ألف صوت". بعبارة أخرى، يشدد هذا الخبير على أن أهم تبعات عدم تقديم حزب العدالة والتنمية لمرشحين في الجماعات القروية أن "12في المائة من المقاعد أصبحت شاغرة للمنافسة مع نتائج 2015 حيث حصل الحزب آنذاك على 2905 مقاعد في هذه الدوائر من بين مجموع 24 ألف و127 مقعدا". زيادة على ذلك، كما يضيف اليحياوي، فإنه بالجمع بين هذا العدد، وما فقده الحزب بعدم ترشحه في المدن ذات الاقتراع الفردي، سيرتفع هذا الرقم إلى 3454 مقعدا، أي ما نسبته 68.42 في المائة من مجموع مقاعده التي حصل عليها في الانتخابات الجماعية لعام 2015. ويخلص الخبير إلى أن "البيجيدي" بهذا التراجع في عدد المقاعد، سيكون من المحتمل جدا أن يفقد تلقائيا من حجم أصواته في الانتخابات الجماعية ما يزيد عن 700 ألف صوت. ويرى اليحياوي أن "البيجيدي" "أمام خسارة محتومة ستعود به إلى حجمه الانتخابي ما قبل 2011. وبالنسبة إليه، فإن خيار "البيجيدي" واضح في نهج استراتيجية التحجيم الذاتي في هذه الانتخابات، لكنه يستدرك بالقول إن "ما يقع في دوائر الاقتراع الفردي وفي هوامش المدن، يؤكد أن قرار "البيجيدي" بتحجيم حضوره فيها، إنما هو استباق لفشل حتمي في مجاراة ما يجري هناك من حدة بين مرشحين ميولاتهم السياسية وثقافتهم الاجتماعية تجعلهم وكأنهم في موسم "الحضرة" ستكون الاستفاقة مرعبة لبعضهم".