على خلفية اتخاذ الجزائر لقرار قطع العلاقات مع المغرب، وجه القيادي في حزب العدالة والتنمية والدبلوماسي السابق رضى بنخلدون، انتقادات لإسلاميي الجزائر، بسبب موقفهم الداعم للنظام. واعتبر بنخلدون، الذي يشغل مهمة رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحزبه، وكان إلى وقت قريب سفيرا للمغرب في ماليزيا، أن موقف إسلاميي الجزائر مستفز، في إشارة إلى حركة البناء الوطني الجزائرية، وقال "كم هو مستفز، أن نرى أحزابا جزائرية من مرجعيات إسلامية تتماهى مع مواقف العسكاريتارية الجزائرية، وتؤيد الانفصال والتجزئة، ولا ترى في ذلك تناقضا مع مرجعيتها، تؤيد قطع العلاقات مع دولة جارة مسلمة شقيقة… وصلنا للحضيض حقا". وتأسف بنخلدون، لتمكن النظام الجزائري من إقناع جزء كبير من النخبة بل من الشعب، عن طريق بروباكاندا رهيبة، بصوابية عقدة العداء ضد المغرب، وأن المغرب هو سبب التوتر، واصفا النظام الجزائري بالخبث، بسبب "اللعب على الوتر الحساس وهو تطبيع المغرب مع الكيان الإسرائيلي، لكن المغرب لم يكن مطبعا قبل الاتفاق الثلاثي، فهل نفعه ذلك في إبعاد شر الجار، أو جره للتعقل دفاعا عن الوحدة العربية وعن قضية فلسطين المقدسة". يشار إلى أنه في أول رد من إسلاميين مقربين من نظام الحكم في الجزائر، على قرار قطع علاقاتها مع المغرب، سارعت حركة البناء الوطني، التي يتزعمها عبد القادر بنقرينة، لكي تكون أول المطبلين لقرار حكام الجزائر، وذلك عقب إصدارها بيانا مساء الثلاثاء، مدعية "أن قطع الجزائر للعلاقات الدبلوماسية مع المغرب على خلفية أفعاله العدائية المتواصلة ضدها، هو موقف كان منتظرا ومبررا". وأكدت حركة البناء الوطني في بيان حمل توقيع رئيسها الإسلامي عبد القادر بن قرينة، أن ما وصفته ب "الموقف الدبلوماسي الوطني كان منتظرا ومبررا بعد الهجمات الحادة للمملكة المغربية على الجزائر وتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية والتزامات وحقوق وحسن الجوار بدعم منظمات إرهابية واحتضانها". كما قالت أيضا إن ردة الفعل الجزائرية هذه جاءت بعد الدعوة التي وصفتها ب"السافرة إلى تقسيم وحدة الشعب الجزائري وتوفير منصة للكيان المحتل لفلسطين ليمارس اعتداءاته السياسية وتحرشاته على الجزائر". واستمرت الحركة الإسلامية في التماهي مع الموقف الرسمي لحكام الجزائر، وقالت بهذا الخصوص: "بالرغم من صبر الجزائر على العديد من تجاوزات ما سمته ب"المخزن ومراعاتها للعلاقات التاريخية بين الشعبين، إلا أن سياسة الهروب إلى الأمام التي مارسته المملكة المغربية، أدت إلى هذا الموقف الذي سيعود بالخسارة على مصالح الشعب المغربي للأسف الشديد، مثلما ضيع المخزن حقوق الشعب الفلسطيني وأهدر قضيته بالتطبيع مع الكيان المحتل". وساندت حركة البناء الوطني التي تأسست حديثا سنة 2013، موقف النظام العسكري بالجزائر، قائلة في بيانها "إننا ندعم المواقف الوطنية التي تنحاز لكرامة شعبنا وتدعم قضية فلسطين أم القضايا العربية والإفريقية والإسلامية"، في محاولة منها لخلط الأوراق كما يفعل حكام الجزائر الذين استاؤوا من التقارب المغربي الأمريكي، الذي توج باعتراف أمريكا بسيادة المغرب على كافة صحرائه. يشار إلى أن حزب العدالة والتنمية، سبق أن قرر اتخاذ ما يشبه القطيعة مع إسلاميي موريتانيا المنضوين تحت لواء حزب "تواصل"، بعد سنوات من التقارب، بسبب استقبالهم لوفود رسمية من جبهة "البوليساريو" الانفصالية.