وجه حزب العدالة والتنمية، مراسلة لإسلاميي الجارة الشرقية الجزائر، يعبر فيها عن غضبه من مواقفهم المناوئة للوحدة الترابية للمغرب، ودعوتهم إلى تأسيس نواة للمغرب العربي تستبعد المغرب. وبعث رضى بنخلدون، رئيس لجنة العلاقات الدولية بحزب العدالة والتنمية رسالة مفتوحة إلى عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم بالجزائر، عبر فيها عن أسف الحزب واستغرابه من تصريحات المقري حول الصحراء المغربية. واتهم بنخلدون المقري باستغلال تصريحات راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية وإخراجها عن سياقها، للحديث عن بناء مغرب عربي جديد يضم الجزائروتونس وليبيا وموريتانيا ويستبعد المغرب. وخاطب بنخلدون المقري بالقول "نتعجب كيف يخطر على بالكم قيام اتحاد مغاربي بين الدول المغاربية الشقيقة مع إقصاء دولة محورية كبرى بالمنطقة وهي المملكة المغربية"، متسائلا "لقد صرحتم أن سبب اقتراحكم الغريب بإقصاء أشقائكم من المغرب، هو حدث التطبيع، ونحن نتساءل، ماذا فعل حزبكم قبل ذلك الحدث لتفعيل الاتحاد المغاربي والضغط على حكوماتكم المتتالية لإخراج الاتحاد من حالة الجمود، وما هو إسهامكم لفتح الحدود كما طالب بذلك ملك المغرب". واعتبر بنخلدون أن المقري لديه إشكال مع المغرب كدولة، وما التطورات الأخيرة إلا شماعة حسب قوله لإلصاق مواقف المقري المتماهية مع الموقف الرسمي للنظام الجزائري. قضية الصحراء المغربية كذلك نقطة خلاف بين إسلاميي المغرب والجزائر، حيث يرى حزب العدالة والتنمية أن الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تؤيد أية حركة انفصالية في العالم العربي أو الإسلامي أو غيره؛ في الوقت الذي أبانت حركة مجتمع السلم، عن دعمها للموقف الرسمي الجزائري المناوئ للوحدة الترابية للمغرب. وكان المقري، قد تحدث نهاية الأسبوع الماضي في ندوة صحافية بمناسبة الذكرى الثانية للحراك، عن رغبته في إحداث مغرب عربي من دون المغرب، يجمع تونس، والجزائر، وليبيا، وموريتانيا، بحجة أن المغرب وقع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، وقال: "المغرب جاب لنا الأعداء عند باب الدار". واشترط مقري على المغرب ليدخل في تحالف المغرب العربي، الذي اقترحه الغنوشي، التراجع عن اتفاقية التطبيع، التي وقعها مع إسرائيل، وقال: "نهار يصححو موقفهم، ويبتعدو عن التدخل الأجنبي، خصوصا الصهاينة، حينها يمكن أن نتحدث عن المغرب العربي".