خلف إعلان السلطات الجزائرية اليوم الثلاثاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، حالة من الذهول في الأوساط السياسية، خصوصا وأنها أتت بعد خطوات ومبادرات عدة عبر من خلالها المغرب عن رغبته في تجاوز الأزمة بين البلدين. وفي هذا السياق عبر نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية عن "أسفه وامتعاضه من هذه الخطوة الجزائرية"، مشيرا إلى أن الجارة الشرقية تواصل ومنذ أربعة عقود اختراع عدد من الأساطير لمعاكسة المغرب". وأضاف بنعبد الله، أن الجزائر تواصل إعطاء توجه سلبي للعلاقات مع المغرب، رغم كل ما قدمته المملكة من إشارات إيجابية، ورغم اليد الممدودة التي أعرب عنها الملك عدة مرات، وآخرها في خطاب العرش الأخير". وأضاف أن الجزائر لم تكتف ببلاغها السابق "الأحمق والأرعن" الذي تتهم فيه المغرب بالضلوع في قضايا داخلية، على علاقة بالحرائق التي شهدتها عدة مناطق في البلاد، لتتخذ قرار قطع العلاقات "الذي يعيد المنطقة بأكملها إلى مرحلة الحرب الباردة، بل إنه يكاد يشكل حالة متفردة على الصعيد العالمي من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية، ولكن أيضا من خلال الاستمرار في إغلاق الحدود بين بلدينا ". وعبر بنعبد الله عن متمنياته "أن تشهد الجزائر التغييرات الداخلية الضرورية للعدول عن هذه المواقف العدائية إزاء المغرب، وأضاف "نتمنى أيضا أن نتمكن في القريب من بناء فضاء مشترك تتقوى فيه التطلعات إلى الديمقراطية والتقدم والازدهار بالنسبة لشعبينا". وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، قد أعلن مساء اليوم الثلاثاء، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المغرب، مدعيا أن المملكة وأجهزتها الأمنية تشن حربا ضد بلاده وشعبها، حسب قوله. وزعم العمامرة في تصريحات متلفزة بأن "المغرب أضاف لأعماله العدائية تعاونه البارز والموثق مع المنظمتين الإٍرهابيتين الماك ورشاد" حسب قوله، مضيفا أنه "ثبت ضلوع الماك ورشاد بالحرائق المهولة التي ضربت عددا من الولايات مؤخرا، وقضية قتل وحرق الشاب جمال بن اسماعيل، كما أشار إلى قضية التجسس عبر برنامج بيغاسوس قائلا، إنه ثبت لبلاده تعرض مسؤولين ومواطنين جزائريين للتجسس من طرف المغرب".