الشيخ يتراجع عن تصريحاته السابقة بخصوص سقوط الردم على المصلين بعد يومين فقط، من خروجه الإعلامي المثير على هامش فاجعة انهيار ثلاث عمارات بحي بوركون بالدار البيضاء، اعتذر النهاري لعائلات وضحايا الانهيار ولعموم الشعب المغربي، إذا ما أحسوا، على حد تعبيره، بأن كلامه أساء إليهم. وقال إن عدم زيارة بنكيران ووزرائه موقع الفاجعة «تقصير وجبَ تداركُه وتبريره». { لماذا خصصت فاجعة بوركون بشريط من أشرطتك؟ كوارث سقوط العمارات تتكرر في بلادنا بشكل مؤلم، ونتائجها مدمرة والضحايا كثر منذ عدة سنوات، وعند كل حادث يُقال بأن الملف بين يدي النيابة العامة، وأن الأخيرة ستحدد المسؤوليات. انتظرنا النتائج لمعرفة المسؤول الحقيقي لمتابعته، خاصة في زمن ربط المسؤولية بالمحاسبة، لكن في كل مرة يتمخض الجبل، فيلد باعوضا!!. { فهل هذه الأرواح التي تكون ضحية لهذا العبث الذي لا ينتهي لا قيمة لها؟. من هذا المنطلق، وفي هذا السياق، جاء الشريط ليتحدث بمرارة عمّا وقع في بوركون، وكان صرخة نذير أولا، حتى لا يتكرر المصير نفسه، ثم ثانيا، لتحديد الرؤوس المسؤولة وألا يقتصر ذلك على الرؤوس الصغيرة التي تُقدم ككبش فداء. { لكن أنت حددت الأسباب قبل ظهور نتائج التحقيق، وقلت بأن هلاكهم كان نتيجة عدم أداء صلاة التراويح، ثم تهكمت وسخرت منهم؟ هناك مسألة غطت على مضمون الشريط، اقتنصها بعضهم، المعروفة توجهاتهم إذ قاموا بتجزيء الشريط، وبنوا أحكاما تصب في خانة التشويه والمتاجرة بآلام الضحايا ومخادعة الجماهير. { لكن تعابير وجهك وضحكك كانت تعبر على أنك تسخر؟ لقد قيل بأني تناولت الفاجعة بقالب ساخر، لكن أنا أتساءل السخرية ممن؟ راجع الشريط لترى أنه ضحك كالبكاء، فشر البلية ما يُضحك في هذا البلد. السخرية كانت موجهة للمشرفين على هذا المجال وكل المتدخلين في التعمير بدءا من الشيخ والقائد وصولا إلى العامل والوالي والمنتخبين. ليس هناك سخرية أبدا من الضحايا، ولن تكون ولم تصدر، بكل بساطة لأنهم ضحايا لحقهم الظلوم، والمظلوم شهيد، ولأنه سقط عليهم الردم، والذي يسقط عليه الردم فهو شهيد، ولأنهم أيضا توفوا في يوم الجمعة في عشريات المغفرة، وبهذه المناسبة ومن منبركم هذا أدعو الله أن يغفر لهم ويتقبلهم شهداء عنده. { حسنا ولماذا ربطت موتهم بعدم أداء صلاة الفجر، كيف تمكنت من استنتاج ذلك؟ في بداية الشريط تحدثت عن نزول الله في الثلث الأخير إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلاله، فيسأل هل من مستغفر؟، في هذا السياق، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه، من استطاع منكم أن يقوم في تلك الساعة فليفعل، ومرّ في كلامي أن من توجه في تلك الساعة لصلاة التراويح مثلا يمكن أن يكون من الناجين. ومن المعلوم أن الخروج في هذه الساعة لا يتأتى إلا لفئة، فلا يطلب من النساء والأطفال أن يفعلوا ذلك. لكن كما قلت، البعض أوّل هذا الكلام وادعى أني شمتت بمن لم يخرج في تلك الساعة. { ألمس في كلامك نوعا من التراجع يزكيه الفيديو الجديد الذي نشرته، أمس، في قناتك على موقع اليوتيوب، ويؤكد أيضا ما يروج حول شخصية نهاري والذي مفاده أنه كلما اشتدت انتقادات الناس نحوه خرج مستعطفا ومتراجعا عن أرائه السابقة؟ نحن بشر، والذي يعمل في الدعوة منذ 35 سنة إذا عُدّت عيوبه خلال هذه الفترة الطويلة، لكان ذلك أمرا عاديا، فرحم الله من عدت عيوبه، فعيوبنا لا عدّ لها ولا حصر، نخطئ لأنه جل من لا يخطىء، نخطئ لأن الذي يعمل يخطئ لذلك أدعو هؤلاء المترصدين أن يلتفتوا إلى مواقفي وآرائي في قضايا الشعب المغربي منذ ثلاثة عقود وعدم الاقتصار على هذا الأمر. { هذا الكلام فيه إقرار بالخطأ الذي وقعت فيه، أليس كذلك؟ بالنسبة إليّ لا أعتبر ذلك خطأ، لكن إذا استشعر أحد الضحايا أو عائلاتهم وعموم الشعب المغربي صاحب الفطرة النقية أني أخطأت، فليعذروا هذا العبد الضعيف. { ما رأيك في عدم زيارة بنكيران ووزرائه لموقع الحادث؟ وددت لو كنت حاضرا هناك لا لأشارك في أعمال الإنقاذ ورفع الردم، لكن للدعم المعنوي ومراعاة لإخواننا الذين دعوا الله أن يرحمهم، بالنسبة إلى المسؤولين أعتبر أن عدم تحركهم وانتقالهم إلى مكان الحادث، تقصير في حق إخواننا يجب أن يُستدرك ويُبرر.