في غياب تأكيد رسمي، كشفت مصادر مطلعة أن سلطات إدارة مخيم الهول للاجئين، الذي يضم مشردين، ومقاتلين من الأراضي، التي احتلها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سابقا، وباتت تسيطر عليه، حاليا، قوات سوريا الديمقراطية الكردية، المدعومة من الولاياتالمتحدة، شرعت في جمع بيانات المحتجزات المغربيات في هذا المخيم، منذ يوم السبت الماضي، وبيانات أبنائهن المصاحبين لهن، تمهيدا لترحيلهن إلى المملكة. وحسب المصادر ذاتها، فإن سلطات مخيم الهول العسكرية، قامت بتسجيل المغربيات المحتجزات، ضمن مجموعات متفرقة. مريم زبرون، الكاتبة العامة للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين، والمعتقلين المغاربة في سوريا، والعراق، كشفت، في تصريح ل"اليوم 24″، أن النساء المغربيات المحتجزات، "تلقين معاملة حاطة من الكرامة، من سب، وشتم في حقهن أثناء عملية تسجيلهن بالمخيم المذكور، كاشفة تهديدهن بترحيلهن لوحدهن، وسجن أطفالهن في المخيم، الذين بلغوا أكثر من 12 سنة. وعلى إثر القرار المذكور، أوضحت الكاتبة العامة للتنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، أن حالة من الخوف سيطرت على المغربيات المحتجزات في المخيم المذكور، ومنهن من أغمي عليهن، بسبب تهديد قوات سوريا الديمقراطية، ما دفع بعدد منهن إلى الإحجام عن التسجيل، تمهيدا لإعادتهن إلى المغرب، رفضا منهن لفقد فلذات أكبادهن. وأكدت المتحدثة نفسها، في تصريحها، أن أطفال المغربيات المحتجزات، خصوصا منهم اليتامى، يعيشون في وضعية مزرية، بسبب إصابتهم بأمراض مثل الإسهال، والربو، وارتفاع درجات الحرارة، ولايشربون إلا الماء الساخن. وقالت مريم زبرون إن من المغربيات المحتجزات في مخيم الهول، من أخفين أبناءهن خوفا من سجنهم. يذكر أن المخيم، الذي يضم 56 جنسية من دول مختلفة، يضم نساء مغربيات محتجزات، منهن من ذهبت إلى سوريا مع زوجها المقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ومنهن من زوجها معتقل، وتعيش مع أبنائها لوحدها، ومنهن، أيضا، من فقدت زوجها في معارك "داعش"، ومنهن من عادت لتتزوج مرة أخرى بفرنسي، أو سوري، أو مغربي، ومنهن من تعيش أرملة حاضنة لأبنائها. وحسب معطيات من التنسيقية الوطنية لعائلات العالقين والمعتقلين المغاربة في سوريا والعراق، فإن مخيم الهول يضم حوالي 130، و97 من النساء المحتجزات، وحوالي 259 من الأطفال المغاربة يعيشون مع أمهاتهم المحتجزات، منهم 25 طفلا يتيما. ولم تكشف السلطات المغربية، رسميا، عن بدء عملية ترحيل المغربيات المحتجزات في مخيم الهول في شرق شمال سوريا، بينما قالت مصادر التنسيقية إنه من المرجح، أن يتم تدبير هذه العملية من طرف المغرب، بتنسيق مع سلطات المخيم، عن طريق الصليب الأحمر، ومنظمة اليونسيف. وفي سياق متصل، كشفت مصادر إعلامية أن سلطات المغرب أعطت الضوء الأخضر، من أجل إعادة 280 أرملة مغربية، كن يعشن إلى جانب أزواجهن، الذين كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش"، و391 من أطفالهن. وتشير المصادر ذاتها، نقلا عن مصادر برلمانية، إلى أن السلطات المغربية بتعليمات ملكية، قررت الاهتمام بجميع الحالات من هذا النوع، سواء القاصرين من أبناء المحتجزات غير المصحوبين بذويهم في إسبانيا، وأوربا، أو المعتقلين، والمحتجزين في سوريا، وتركيا". ومن جانبها، أكدت مصادر برلمانية مقربة من الملف، أن مهمة ترحيل مقاتلي "داعش" إلى المغرب صحبة زوجاتهم، وأبنائهم، والأرامل منهن على وجه الخصوص، ليست سهلة، وتشمل العديد من الإجراءات، والتنسيق مع عدة إدارات، ومنها على وجه الخصوص تحديد الهوية، والتحقق من الهويات، والتنسيق مع سلطات الدول المعنية، موضحة وجود توجيهات عليا بتسهيل هذه العودة، من حيث الاستقبال، والتعليم، والدعم الاجتماعي للأطفال اليتامى، والأرامل منهن على وجه الخصوص.