في ظل استمرار الأزمة الدبلوماسية والسياسية بين المغرب، وإسبانيا، التي اندلعت منذ استقبال إسبانيا زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية للاستشفاء على أرضها، لايزال المسؤولون الإسبان يتبرؤون تباعا من مسؤولية السماح لطائرة غالي بالنزول على التراب الإسباني، مايزيد من ورطة وزير الخارجية الإسبانية أرانسا غونزاليس لايا. وفي هذا السياق، كشفت صحيفة إسبانية، أن لايا أخفت خبر قدوم غالي إلى إسبانيا، على كريستينا غالاش، ثاني أهم شخص في وزارة الخارجية الإسبانية، كما أخفت الخبر على السفير الإسباني في الجزائر فيرناندو موران. وأوضح المصدر ذاته أن لايا تسترت على قدوم زعيم جبهة "البوليساريو" إلى إسبانيا، وأخفت المعلومة على مسؤول المغرب العربي في وزارتها، واقتصرت على عدد محدود من العاملين في ديوانها، لترتيب تفاصيل العملية. وهذه المعطيات تزيد من ورطة لايا، حيث إن مجريات بحث قضائي كشفت، خلال الأسبوع الجاري، عن تفاصيل جديدة عن خلفيات الطريقة، التي دخل بها إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، إلى إسبانيا، بواسطة هوية مزورة، محملة لايا مسؤولية إعطاء أوامر تنفيذ هذه العملية. ونقلت صحيفة "ABC " الإسبانية0 أن اللواء المكلف بالقاعدة الجوية في مدينة سرقسطة الإسبانية، قال خلال التحقيق معه، إنه تلقى أوامر من وزارة الخارجية الإسبانية، تقضي بإدخال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية للأراضي الإسبانية، دون إخضاعه لإجراء تقديم جواز السفر "بتعليمات واضحة"، وهو ما يفسر دخول غالي بجواز سفر جزائري مزور يحمل اسم "محمد بنبطوش". اعترافات المسؤول العسكري الإسباني، التي تورط الحكومة في قضية استقبال غالي بطريقة تسمح له بالتهرب من الملاحقات القضائية ضده، أرسلها المسؤول العسكري إلى القاضي في محكمة سرقسطة، رافائيل لاسالا، الذي بدأ التحقيق من أجل كشف الجهة، التي سمحت بهبوط الطائرة، التي وصل فيها إبراهيم غالي إلى إسبانيا، وما إذا كان المسؤول العسكري، الذي سمح بذلك، قد فعل ذلك بأمر أم من تلقاء نفسه. ويأتي التحقيق القضائي الإسباني في هذه الواقعة، بعد أن رفض دفاع زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية تزويد الحرس المدني بالهوية، التي دخل بها غالي، ورفاقه إلى إسبانيا، حيث تلقى القاضي تقريرا من الحرس المدني، يفيد بأن الطائرة، التي نقلت إبراهيم غالي، هبطت في قاعدة سرقسطة الجوية، وليس في المطار. يذكر أن المغرب كان قد انتفض، وكشف دخول غالي إلى الأراضي الإسبانية بجواز سفر مزور، يحمل اسما جزائريا، معتبرا أن هذه الخطوة محاولة للالتفاف على القضاء الإسباني، لتهريب غالي من المساءلة، خصوصا أنه يواجه عددا من الشكايات بالاغتصاب، والتعذيب، من فارين من جحيم مخيمات تندوف.