مازال التلوث البيئي يهدد واد سبو، الذي يعتبر المصدر الوحيد والمزود الرئيسي لمياه الشرب لحوالي 80 مدينة مغربية، وخصوصا منه مصادر التلوث الصناعي وما تفرزه مطارح النفايات من مخلفات بيئية، باتت تهدد الفرشاة المائية لهذا النهر وتمس بسلامة مياه شربه. عزير رباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، كشف في معرض رده على سؤال حول تلوث واد سبو، اليوم في الجلسة المخصصة بالأسئلة الشفوية، بمجلس المستشارين، أنه وبالموازاة مع البرامج التي تقوم بها وزارته لمحاربة كل أشكال التلوث التي تهدد النهر، يتم تنفيذ المخطط الوطني للمراقبة البيئية، معلنا أنه تم على المستوى الوطني إنجاز 1450عملية مراقبة بيئية لمختلف المنشآت والوحدات الصناعية، التي تتسبب في تلوث بيئة الوادي، كما تم تسجيل مجموعة من المخالفات بمعدل 3600 مخالفة في السنة من طرف سريات الدرك الملكي والشرطة البيئية. وقال رباح إن وزارته بجانب القطاعات الوزارية المعنية، هي بصدد إعداد وتنفيذ مجموعة من برامج التأهيل البيئي تخص التطهير السائل وتدبير النفايات المنزلية ومكافحة التلوث الصناعي، من شأنها الحد والتقليص من الأثار السلبية للتلوث على الموارد المائية. بالنسبة لتلوث وادي سبو، أفاد رباح، أنه على مستوى حوض سبو، ساهم البرنامج الوطني للتطهير السائل، في تمويل عدة مشاريع منها، إنجاز وتأهيل شبكات الصرف الصحي وإنشاء وتوسعة ما يقارب 20 محطة لمعالجة المياه العادمة بكلفة إجمالية بلغت 7.2 مليارات درهم، يساهم فيها قطاع البيئة ب 1.25 مليار درهم. أما في إطار البرنامج الوطني للنفايات المنزلية والمماثلة، فقد بلغ حجم الاستثمار على مستوى حوض سبو 1.2 مليار درهم، وبلغ الدعم الخاص بقطاع البيئة 657 مليون درهم. مكن من إنجاز مراكز الطمر والتثمين وتأهيل وإغلاق المطارح العشوائية بأقاليم جهة فاسمكناس: فاس، مولاي يعقوب، تازة، تاونات، صفرو، الحاجبومكناس) وأقاليم جهة الرباطسلاالقنيطرة: القنيطرة، سيدي قاسم، سيدي سليمان، الخميسات) وإقليم وزان. وبالنسبة لمكافحة التلوث الصناعي بحوض سبو، كشف الوزير أنه تمت المساهمة في تمويل 25 مشروع لمكافحة التلوث الصناعي للمقذوفات السائلة التي تؤثر بشكل سلبي على واد سبو بتكلفة تبلغ 285 مليون درهم، منها 90 مليون درهم كمساهمة من هذه الوزارة لفائدة بعض الوحدات الصناعية المتواجدة بعمالات فاسومكناس وأقاليم صفرووالحاجبوتاوناتوالقنيطرة. كما تمت برمجة من 2021 إلى 2030. إنجاز المشاريع التالية: مشروع محطة تصفية المياه العادمة للمنطقة الصناعية بعين شكاك بصفرو، بكلفة إجمالية تبلغ 303.1 مليون درهم، منها 20 مليون درهم كمساهمة لهذه الوزارة في إطار اتفاقية شراكة مع وزارة الصناعة وجهة فاسمكناس. وبالنسبة لمعالجة وتتمين النفايات السائلة والصلبة الناتجة عن قطاع زيت الزيتون، التي باتت تهدد واد سبو هي الأخرى، فقد عرج رباح على شراكة بين وزارته ووزارة الفلاحة ووزارة التجهيز ووزارة الداخلية والجمعية المهنية المغربية للزيتون (Interprolive)، ستمتد على الفترة ما بين 2020- 2024، بكلفة إجمالية تبلغ 185 مليون درهم، ستساهم فيها الوزارة ب 60 مليون درهم، (منها المساهمة في إطار مخطط التنمية لجهة فاسمكناس، بمبلغ 20 مليون درهم بين 2020-2022)، من شأنها أن تساهم في الحد من تلوث النهر.