أفاد مسؤولون السبت أن مسلحين يشتبه بأنهم من تنظيمات جهادية قتلوا ما لا يقل عن 138 مدنيا في شمال بوركينا فاسو المضطرب، في أكثر الهجمات دموية منذ بدء أعمال العنف الجهادية عام 2015 في هذا البلد في غرب افريقيا. وقع الهجومان في المنطقة المسماة "المثلث الحدودي" بين بوركينا فاسو ومالي والنيجر التي تشهد هجمات دامية مستمرة ينفذها جهاديون مفترضون مرتبطون بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية ضد مدنيين وعسكريين. وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن الهجوم حدث "ليل الجمعة السبت حين شن مسل حون عملية دامية في صلحان، في إقليم ياغا" في شمال البلاد". وسرعان ما أكدت الحكومة في بيان الهجوم، لافتة الى أن الضحايا كانوا "مدنيين قتلوا بدون تمييز على أيدي الإرهابيين" وأنه تم "حرق عدة منازل وسوق" في قرية صلحان. وأضاف البيان الحكومي "اثر المأساة التي تسببت بها قوى الظلام، تقرر إعلان حداد وطني لمدة 72 ساعة، من منتصف ليل 5 يونيو إلى الإثنين 7 يونيو الساعة 11:59 مساء". كما أكد أن "قوات الجيش والأمن تعمل على قدم وساق لتحييد هؤلاء الإرهابيين وإحلال الهدوء لدى السكان". وفي رسالة تعزية لعائلات الضحايا، ندد رئيس بوركينا روش مارك كريستيان كابوري ب"الهجوم الهمجي" و"الشائن". وأضاف "يجب ان نظل متماسكين ومتحدين ضد القوى الظلامية". وأعرب الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "غضبه" حيال هذه المجزرة التي طالت المدنيين. وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان "الأمين العام غاضب لمقتل أكثر من مئة مدني بينهم سبعة أطفال في وقت مبكر اليوم في هجوم شنه مهاجمون مجهولون". وبحسب مصدر محلي، فإن "الهجوم الذي تم الإبلاغ عنه قرابة الساعة الثانية فجرا (بالتوقيتين المحلي والعالمي)، استهدف أولا موقع ميليشيا" داعمة للجيش، ثم "استهدف المعتدون المنازل ونفذوا عمليات إعدام". وصلحان قرية تقع على مسافة نحو 15 كيلومترا من مركز إقليم ياغا الذي شهد عددا من الهجمات المنسوبة إلى جهاديين في الأعوام الأخيرة. وكان وزير الدفاع شريف سي قد توجه برفقة قادة عسكريين إلى المكان في 14 ماي، حيث أكدوا أن الوضع عاد إلى طبيعته إثر عمليات عسكرية عديدة. جاء الهجوم في أعقاب هجوم آخر في وقت متأخر مساء الجمعة، استهدف قرية تدريات الواقعة في المنطقة نفسها، وق تل خلاله ما لا يقل عن 14 شخصا بينهم مدني من المجموعات المسلحة الداعمة للجيش. ويأتي الهجومان بعد أسبوع من هجومين آخرين في المنطقة نفسها، أوديا بأربعة أشخاص بينهم اثنان من عناصر ميليشيا "متطوعون للدفاع عن الوطن". وأنشئت "متطوعون للدفاع عن الوطن" في دجنبر 2019، وهي تخوض عمليات إلى جانب الجيش وتؤدي مهام مراقبة واستعلام وحماية، ويتلقى عناصرها تدريبا عسكريا أساسيا لأسبوعين. كما أنهم يتعقبون اثار الجهاديين وغالبا ما يقاتلون مع الجيش، وقد تكبدوا خسائر فادحة تجاوزت 200 قتيل منذ عام 2020، وفق احصاء لوكالة فرانس برس. ورغم الإعلان عن العديد من العمليات المماثلة، فإن القوات الأمنية تواجه صعوبات من أجل وقف دوامة العنف الجهادي الذي أودى بأكثر من 1400 شخص منذ عام 2015 وتسبب بنزوح أكثر من مليون آخرين من مناطق النزاع.