يحاول سكان قطاع غزة العودة ببطء إلى حياتهم الطبيعية رغم هول الدمار والركام، بعد العدوان الإسرائيلي الذي استمر لأحد عشر يوما وأدى إلى نقص حاد في الإمدادات الأساسية في القطاع المحاصر. وأعادت المقاهي فتح أبوابها، أمس السبت، وعاد الصيادون إلى البحر، بينما بدأ أصحاب المحلات التجارية بتنظيف محلاتهم من الركام والغبار المتراكم جراء القصف، وفقا لما رصدته "فرانس بريس". وبدأت السلطات المحلية أمس السبت بتوزيع الخيم والفرش والمساعدات الغذائية على السكان الذين فقدوا منازلهم بسبب القصف. وستعود كل المكاتب الحكومية في قطاع غزة إلى العمل بدءً من صباح الأحد، بحسب ما أعلن ديوان الموظفين في غزة. في حي الرمال في غزة، بالقرب من برج من عشرة طوابق حولته غارة إسرائيلية إلى ركام، غطى الغبار المعروضات في المحلات التجارية. تفيد أرقام صادرة عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا)، أن نحو 6000 مقيم في قطاع غزة فقدوا منازلهم جراء القصف، بينما تضررت أكثر من ألف وحدة سكنية أو تجارية بفعل الغارات. وقالت رئيسة (اوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة سارة ماسكروفت لوكالة فرانس برس: "هناك أضرار جسيمة في أنحاء غزة". وأوضحت ماسكروفت "يمكن إعادة بناء المدارس وإصلاح الطرق- ولكن الأولوية هي توفير الدعم النفسي الاجتماعي، وهو أمر ضروري لسكان غزة". وتضررت أيضا البنى التحتية في قطاع غزة خاصة خطوط الكهرباء، في حين أن 800 ألف شخص في القطاع "لا يحصلون على المياه بشكل منتظم"، بحسب أوتشا. وتسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة في مقتل 248 شخصا، بينهم 66 طفلا ومقاتلون، وفق السلطات في القطاع. ودعا مجلس الأمن الدولي أمس السبت إلى احترام "تام" لوقف إطلاق النار، في أول بيان يحظى بموافقة جميع أعضائه منذ بدء النزاع في العاشر من ماي، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية. واستقبل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله وفدا مصريا لمناقشة متابعة وقف إطلاق النار. وينتظر وصول وفد مصري آخر إلى إسرائيل. (وكالات)