لم يكن المستثمر السويسري بيدرو رودولف، يعتقد أن إقامته في المغرب واستثماره فيه سيتحول إلى كابوس يجره في المحاكم. فبعدما افتتح مصنعا للنسيج في الدارالبيضاء، تم الإعلان عنه في حفل تٍرأسه الملك محمد السادس، وبعد اقتنائه يختا لاستعماله في الجولات السياحية الفاخرة، وجد نفسه في مواجهة مع إدارة مارينا أبورقراق، بسلا، التي رفضت السماح لباخرته بالرسو فيها. اقتنى رودولف شقة في الإقامة المتواجدة في المارينا، ويفترض أن تكون له الأولوية للحصول على مكان ليخته السياحي لكن تحول الأمر إلى اعتقال ربان يخته، بعد اتهامه بولوج المارينا بشكل غير مشروع. فماذا حدث لسفينة السويسري رودولف؟ وكيف وصل الملف إلى القضاء؟ في يوم 7 ماي أبحر اليخت المسمى "ميشا" الحامل للعلم المغربي، من ميناء المضيق متجها الى ميناء المحمدية بأمر من مالكه رودلف. هذا اليخت اقتناه صاحبه من إيطاليا وقام بتعشيره بقيمة بلغت 900ألف أورو. وأثناء الإبحار تعرض اليخت لعطبين منفصلين الأول توقف المحرك الأيمن عن الدوران بسبب نقص في ضخ الوقود والعطب الثاني على مستوى محول السرعة بالمحرك الأيسر. وأثناء الوصول إلى منطقة بو قنادل على بعد 18 كلم عن الشاطئ تعرض اليخت لعطب ثاني فأخبر الطاقم المكون من الربان وميكانيكي، مالك اليخت بالأحوال الميكانيكية والجوية المضطربة. وقال الربان لصاحب اليخت إنه لا يمكنه المجازفة بمركبه فطلب منه مالك اليخت رودولف أن يتوجه إلى أقرب مرفأ وهو مارينا بورقراق، خاصة أن الحالة الجوية كانت مضطربة. فرغم أن وجهت اليخت هي المحمدية، إلا أن القوانين المنظمة للملاحة البحرية، تنص على أنه في حالة وجود عطب أو خطر، فإن السفينة يمكنها الدخول إلى أقرب مرفأ. وفي الساعة الرابعة والنصف من نفس اليوم اتصل الربان بإدارة المارينا قصد السماح له بالدخول لإصلاح السفينة، وتجنب وقوع أي حادث لا قدر الله، لكن الإدارة رفضت، فقرر الربان الدخول إلى المارينا لتجنب أي كارثة. وحسب فيديو وثقه صاحب اليخت، اطلع عليه "اليوم24″، فقد تم اعتراض دخول اليخت من طرف زوارق تابعة لسلطات الميناء، وتم استدعاء السلطات المحلية، التي قامت باعتقال الربان وهو من جنسية مغربية. البعض يتحدث عن حساسية وعداء غير مفهوم تتعامل به إدارة مارينا بورقراق، مع المستثمر السويسري، خاصة أنه تم رفض رسو اليخت بشكل عادي في مناسبات أخرى. والمثير حسب مصادر مقربة من رودولف، أن إدارة المارينا طلبت إجراء خبرة على السفينة للتحقق من إصابتها بعطب، وتأكد فعلا إصابتها. وبعد ثلاث أيام من اعتقال الربان، تمت متابعته في حالة سراح، وأمر وكيل الملك بدوره بإجراء خبرة على اليخت ولازال الملف يعرف تطورات أمام المحكمة. للإشارة فإن السويسري رودولف كان متزوجا بمغربية، وبعد 24 سنة من العلاقة الزوجية التي نتج عنها أطفال، قرر الاستقرار في المغرب، ما خلق له مشكلة مع زوجته التي فضلت العيش في سويسرا، فانتهت العلاقة بالطلاق.. مصادر مقربة منه أفادت أنه ربما يفكر في العودة إلى بلده بعد المشاكل التي واجهته.