بعد طول إنكار، أقرت جبهة "البوليساريو"، بمسؤوليتها في تعثر تعيين مبعوث أممي جديد للصحراء، ووقوفها وراء عرقلة الموافقة على اسمين، كان المغرب قد قبل بهما لتولي هذه المهمة الأممية. وفي هذا الصدد، كشف سيدي محمد عمار، ممثل البوليساريو في نيويورك، نهاية الأسبوع الجاري، عن أسباب عرقلة منظمته لمقترحي تعيين في منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، كان المغرب قد وافق عليهما، المتمثلان في رئيس الوزراء الروماني السابق، بيتري رومان، ووزير الشؤون الخارجية البرتغالي، لويس أمادو. وتحجج عمار بكون منظمته اعترضت على المرشح الأول لحضوره حدثا، أقيم في مدينة الداخلة، في مارس 2018، أما المرشح الثاني فلتعبيره، رسميا، عن تفضيله "لاقتراح الحكم الذاتي" المغربي، في أبريل 2007. ووجه عمار رسالة إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية، المعتمدة في الأممالمتحدة، انتقد فيها ما ورد في الرسائل، التي عممتها، أخيرا، البعثة الدائمة للمغرب لدى الأممالمتحدة، والتي كشف فيها السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، عمر هلال، عن العراقيل، والعقبات، والمماطلة، التي تضعها الجزائر، و"البوليساريو" بشأن موضوع تعيين مبعوث شخصي للأمين العام، واستئناف المسلسل السياسي للأمم المتحدة، مفندا المغالطات، والخلط، التي تحاول الجزائر خلقها حول هذا الموضوع. وذكر هلال، في رسالته، أن عرقلة البوليساريو، والجزائر لتعيين مبعوث جديد في المنطقة "تشكل إهانة لسلطة الأمين العام، وازدراء لقرارات مجلس الأمن. إنها تكشف عن ازدواجية الخطاب بين الجزائر، و"البوليساريو": فمن ناحية، يدعوان علنا وعلى أعلى مستوى، إلى تعيين مبعوث شخصي، واستئناف العملية السياسية، بل والتجرؤ على انتقاد الأمين العام لغياب مبعوث، ومن ناحية أخرى، رفضا جميع المرشحين ذوي الكفاءة، والمكانة، والمقترحين من قبل الأمين العام". وأضاف هلال أن "الجزائر، و (البوليساريو) ينبغي عليهما تحمل المسؤولية الكاملة لرهنهما العملية السياسية، التي ما فتئ يطالب بها مجلس الأمن". وشدد هلال على أنه "في هذا السياق، فإن الجزائر هي الطرف الرئيسي الذي خلق ويعبئ كافة وسائله لإدامة هذا النزاع، ويتعين عليها أن تتحمل مسؤولياتها من خلال الانخراط الكامل في مسلسل الموائد المستديرة، على النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن 2440 و 2468 و 2494 و 2548، من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي وبراغماتي، ودائم، ومتوافق بشأنه بخصوص قضية الصحراء". المضمون نفسه في تصريحات هلال كان قد ذكره وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال حديثه، قبل أيام، في الداخلة، حيث طالب الجارة الجزائر بالوضوح في قضية تعيين مبعوث أممي جديد للمنطقة، واتهمها بالوقوف وراء عرقلة التوصل إلى اتفاق حول اسم جديد لهذه المهمة.