يستمر حزب الأصالة والمعاصرة في كيل الانتقادات إلى حزب التجمع الوطني للأحرار بسبب "المساعدات"، التي تقدمها مؤسسة "جود" إلى المعوزين. وبعدما كان الأمر مقتصرا على تصريحات لأمينه العام، عبد اللطيف وهبي، وبعض قيادييه، أخذت الاتهامات الموجهة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار طابعا مؤسسيا، حين تبنى مكتبه السياسي للحزب تلك الاتهامات. بلاغ للمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، صدر، اليوم الخميس، بعد يومين من اجتماعه، يوم الثلاثاء الماضي، ندد مجددا بما سماه ب"الاستغلال المفضوح لإمكانيات، ووسائل الحكومة في استمالة الناخبين الكبار، وتكثيف توظيف الوسائل، والرخص العمومية في الحملات الانتخابية السابقة لأوانها". ولم يوضح البلاغ ذاته ما يقصده، بالضبط، من مسألة استخدام وسائل الحكومة، إلا أن قياديا بارزا في "البام"، جدد المزاعم المتعلقة باستعمال التجمع الوطني للأحرار لإمكانات وزارة الفلاحة والصيد البحري في حملته المبكرة للانتخابات، المقررة هذا العام. المكتب السياسي نفسه حذر من "تحول بعض القيادات الحزبية من استغلال السياسة لأجل بناء مصالحها الاقتصادية على حساب الدولة؛ وتسخير العمل الخيري والإحساني، واستغلال غير مقبول لحاجة طبقة هامة من الشعب المغربي، لحساباتها الانتخابوية، عن طريق إغراق جمعية مدنية بالمال السياسي في صورة غير نبيلة، وغير مسبوقة في تاريخ المغرب". وتشير الفقرة المذكورة إلى الاتهامات، التي أصبحت روتينية الآن، والموجهة إلى مؤسسة "جود"، التي تعد ذراعا خيريا لحزب التجمع الوطني للأحرار. وتعهد قادة "البام" بالتصدي للأعمال سالفة الذكر، وكذلك فضحها باستمرار، مطالبين السلطات، أيضا، بالتدخل لوقف ما أسموه "المهازل الانتخابوية التي تتم بعنترية غير مفهومة"، و"تخدش صورة البلاد وسمعتها"، كما وجهوا مناشدة إلى الحكومة لطرح "قوانين صارمة، تنظم عملية الإحسان العمومي، وتحافظ على إطاره الاجتماعي التضامني الوطني، بعيدا عن الاستغلال السياسوي المفضوح". ويرفض التجمع الوطني للأحرار الاتهامات الموجهة إليه، إذ قال قياديوه إن عمل مؤسسة "جود" لم يبدأ في الفترة، التي تسبق الانتخابات، و"إنما كانت مستمرة لحوالي خمس سنوات"، لكن أحزاب المعارضة، بمن فيها حزبا الاستقلال، والتقدم والاشتراكية، تعتقد أن الموارد المالية الهائلة، التي تستخدم في عمليات توزيع المساعدات على الفقراء من لدن تلك المؤسسة، "من شأنها التأثير على الانتخابات"، بل إن هذه الأحزاب أشارت إلى أن تلك المؤسسة توزع مساعداتها على الأشخاص تحت شرط واحد، هو التسجيل في قوائم عضوية حزب التجمع الوطني للأحرار.