تكفلت جبهة "البوليساريو" الانفصالية بالرد على تصريحات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، التي حمل فيها الجارة الشرقية الجزائر بوضوح مسؤولية طول أمد النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ودعوته إليها للحوار مباشرة مع المغرب للتوصل إلى اتفاق. ووجه القيادي الانفصالي، محمد ولد السالك، في مؤتمر صحفي له، ردا على تصريحات بوريطة، اتهامات إلى المغرب بمحاولة "ضم بلد مجاور" للنزاع. وقابلت الجبهة الانفصالية تجاهل المغرب لها، ومخاطبته للجزائر بتصعيد جديد، إذ طالب ولد السالك بمقعد للجبهة الانفصالية في الأممالمتحدة، وقال: "لن نقدم أي تنازل مستقبلا، وسنعمل مع الأممالمتحدة لوقف عقلية الأمر الواقع، والدولة الصحراوية تطالب بأخذ مقعدها في الأممالمتحدة، ما دام المغرب يعرقل الاستفتاء". وكان المغرب قد وجه دعوة مباشرة إلى الجزائر لتحمل مسؤوليتها في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ودعاها إلى حوار مباشر، واتهمها بالمناورة. وقال ناصر بوريطة، في ندوة له في الداخلة، على هامش افتتاح قنصلية سنغالية، إن تصريحات وزير الخارجية الجزائري تعطي انطباعا بأن قضية الصحراء المغربية باتت مسألة وجودية للدبلوماسية الجزائرية، في إشارة إلى توالي التصريحات الجزائرية حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وتجنيدها لحشد الدعم للطرح الانفصالي. وأوضح بوريطة أن الطرفين الحقيقيين يجب أن يجلسا في حوار مباشر لحل النزاع، مشددا على أنهما المغرب، والجزائر، وقال إن "الجزائر تؤكد أنها الطرف الحقيقي، والحل لن يكون إلا مغربيا جزائريا". وانتقد بوريطة ما وصفه ب"المناورات"، التي تقودها الدبلوماسية الجزائرية، وقال إن "من له توجه يجب أن يعبر عنه بوضوح، والجزائر لها موقف، وتوجه، ولها دور في خلق النزاع، واستمراره، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها في النزاع". واتهم بوقادوم المغرب بعرقلة تعيين مبعوث أممي جديد، واتهمه برفض عشرة مقترحات لهذا المنصب، بينما نفى بوريطة الخبر، وشدد على أن المغرب أعطى موافقته على تعيين مبعوث جديد للمنطقة، وقال ردا عليه: "نتساءل من يعرقل تعيين مبعوث جديد، ومن يناقض بين ما يقول وما يفعل، ومن يدعم خرق وقف اطلاق النار، والاقتراح، الذي يقدمه الأمين العام يتجاوب معه المغرب بشكل إيجابي".