وجه المغرب، اليوم الاثنين، دعوة مباشرة إلى الجزائر لتحمل مسؤوليتها في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، ودعاها إلى حوار مباشر، واتهمها بالمناورة. وقال ناصر بوريطة، وزير الشوون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، في ندوة له في الداخلة،اليوم، ردا على ما صرح به نظيره الجزائري، صبري بوقادوم، إن تصريحات المسؤولين في الجزائر تعطي انطباعا بأن قضية الصحراء المغربية باتت مسألة وجودية للدبلوماسية الجزائرية، في إشارة إلى توالي التصريحات الجزائرية حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وتجنيدها لحشد الدعم للطرح الانفصالي. وأوضح بوريطة أن الطرفين الحقيقيين يجب أن يجلسا في حوار مباشر لحل النزاع، مشددا على أنهما المغرب والجزائر، مضيفا أن "الجزائر تؤكد أنها الطرف الحقيقي، والحل لن يكون إلا مغربيا جزائريا". وانتقد بوريطة ما وصفه ب"المناورات"، التي تقودها الدبلوماسية الجزائرية، وقال إن "من له توجه يجب أن يعبر عنه بوضوح، والجزائر لها موقف وتوجه، ولها دور في خلق النزاع، واستمراره، ويجب أن تتحمل مسؤوليتها في النزاع". واتهم بوقادوم المغرب بعرقلة تعيين مبعوث أممي جديد، واتهمه برفض عشرة مقترحات لهذا المنصب، بينما نفى بوريطة الخبر، وشدد على أن المغرب أعطى موافقته على تعيين مبعوث جديد للمنطقة، وقال ردا على بوقادوم "نتساءل من يعرقل تعيين مبعوث جديد، ومن يناقض بين ما يقول وما يفعل، ومن يدعم خرق وقف اطلاق النار، والاقتراح، الذي يقدمه الأمين العام يتجاوب معه المغرب بشكل إيجابي". ورد بوريطة باستغراب على تصريحات الجزائر على وضعية حقوق الإنسان في المغرب، والأقاليم الجنوبية، حيث اعتبر حديثها "مثيرا للسخرية"، وتساءل: "هل ستتحدث الجزائر عن حقوق الإنسان! الجزائر آخر من يتحدث عن حقوق الإنسان". وكان وزير الشؤون الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، قد دعا، أمس الأحد، إلى ما وصفه بمفاوضات "مباشرة وجدية" بين المغرب، والحبهة الانفصالية، مضيفا في حديث للصحافة، على هامش منتدى اقتصاد الثقافة، أن "المبعوث الشخصي لا يكفي، ويجب أن يكون هناك مسار، وسنواصل القول بضرورة إجراء مفاوضات مباشرة، وجدية بين طرفي النزاع، ألا وهما المغرب، وجبهة البوليساريو"، وهي التصريحات نفسها، التي عبر عنها كذلك الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في لقاء له، ليلة أمس، إلا أن بوريطة تعفف، اليوم، عن الرد عليه، وقال: "إن الأعراف الدبلوماسية تمنع من التعليق على تصريحات الرؤساء، حفاظا على مكانتهم".