قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن المخصصة لقضية الصحراء المغربية، بدأت جبهة "البوليساريو" الانفصالية تتوجس من موقف الإدارة الأمريكيةالجديدة من قضية الصحراء المغربية، مطالبة إياها بالإفصاح عن موقف واضح من النزاع المفتعل. وفي السياق ذاته، قال ممثل جبهة "البوليساريو" الانفصالية في نيويورك، محمد سيدي عمار، في حوار له مع وكالة الأنباء الجزائرية، إن الجبهة تتابع باهتمام ما يصدر عن الإدارة الأمريكيةالجديدة من تصريحات ومواقف حول الصحراء. وطالب عمار الإدارة الأمريكيةالجديدة بموقف صريح من الوضع في المنطقة، وبالإفصاح عن موقفها من القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. الجبهة الانفصالية، حسب المتحدث باسمها في نيويورك، لا زالت تعقد الأمل على أن تتراجع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن عن القرار الذي اتخذه ترامب بخصوص الصحراء، وهو ما عبر عنه بوضوع عمار، متحججا بكون احتفاظ إدارة بايدن بالقرار نفسه "سيضع الولاياتالمتحدة في وضع صعب إلى حد ما"، نظراً لعضويتها في مجموعة ما يسمى ب"أصدقاء الصحراء الغربية" وكونها المسؤولة عن صياغة القرارات المتعلقة ببعثة المينورسو. يشار إلى أنه في ظل ترقب موقف الإدارة الأمريكيةالجديدة من المرسوم الرئاسي الذي وقعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والقاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية؛ وضع وزير الخارجية الأمريكي الجديد، قضية الصحراء، على رأس المواضيع التي ناقشها مع الأممالمتحدة. وقالت الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع، إن أنتوني بلينكن عقد اجتماعا افتراضيا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لمناقشة أولويات الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة، طالب فيه بتعيين مبعوث أمني جديد للصحراء، وقال "وفي ما يتعلق بموضوع الصحراء الغربية، تدعم الولاياتالمتحدة المفاوضات السياسية، وتحث الأمين العام على الإسراع في تعيين مبعوث شخصي هناك". وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكيةالجديدة لم تفصح عن موقف واضح من مرسوم ترامب بخصوص الصحراء؛ إلا أن تقرير خارجيتها الأخير حول وضعية حقوق الإنسان في العالم، وضع لأول مرة، الأقاليم الجنوبية ضمن السيادة المغربية، وهو ما رآه مسؤولون مغاربة، إقرارا ضمنيا بدعم إدارة بايدن للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية. وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد أصدر، في آخر أيام ولايته، في شهر دجنبر الماضي، مرسوما رئاسيا، اعترف فيه بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، أعقبته زيارة لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى إلى المغرب، وكانت أول زيارة لدبلوماسيين أمريكيين للأقاليم الجنوبية، للوقوف على تنزيل المرسوم، والإعداد لافتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة.