بعد المراسلة التي وجهها 27 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الأربعاء 17 فبراير الجاري، إلى الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، لدفعه الى التراجع عن قرار سلفه ترامب القاضي بالاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، انضمت رئيسة مركز روبرت كينيدِي لحقوق الإنسان، كيرِي كينيدي، الى ركب "المتوسلين" لتطالب هي الأخرى بايدن بالتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، رغم أن "هذا الأخير اتخذ موقفا نهائيا بعدم التراجع عن ذلك" كما تؤكد تصريحات عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين. واتهمت كيري كينيدي، في مقال منشور على موقع "أفريكا بورتال"، إدارة الرئيس الأسبق دونالد ترامب، ب"اللعب بالنار" من خلال اتخاذ قرار الاعتراف بمغربية الصحراء"، مطالبة الرئيس جو بادين بالتراجع عن القرار، حتى " لا يتفاقم الوضع أكثر من ذلك" على حد تعبيرها. وتبنت كيري في هذا المقال موقفًا جلي الانحياز إلى أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية، اذ دعت إلى تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للصحراء، الذي ظل شاغرا منذ استقالة الألماني هورست كوهلر "لأسباب صحية" في ماي 2019، كما دعت كيري كينيدي، صديقة الانفصالية الخائنة والمرتزقة، أميناتو حيدر، إلى تمديد ولاية بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء"، وهي الدعوة التي سبق وأن أطلقتها منذ سنوات. ولجأ جنرالات الجزائر في سبيل الضغط على بايدن للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، الى ضخم أموال الشعب الجزائري في حسابات اللوبي الأمريكي الموالي للجزائر، وجبهة "البوليساريو"، الذي يمارس ضغوطاته على الإدارة الأمريكيةالجديدة من أجل التراجع عن قرارات دونالد ترامب بخصوص اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، ودعم مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية. وسبق أن كشف الموقع الإلكتروني ""ألجريا تايمز"" ما اعتبره فضيحة سياسية من العيار الثقيل عندما أورد سنة 2012، خبرا مفاده بأن زيارة "كيري كيندي" رئيسة منظمة "كينيدي لحقوق الإنسان" لمنطقة الصحراء كلفت خزينة الدولة الجزائرية أزيد من 140 مليون دولار، كما أنه كانت لتلك الزيارة أهداف تنصيرية تستهدف الأطفال الصحراويين. وتساءل كاتب المقال، المنشور في الموقع الإخباري ذاته، عن أسباب صرف الملايين من المال العام من أجل تأمين وتمويل زيارة الناشطة الحقوقية الأمريكية لمخيمات تندوف، والتي لم تتعدَّ 24 ساعة، لتخرج بعدها بتقرير ينحاز لجبهة البوليساريو على حساب المغرب. رد إدارة بايدن على تحركات اللوبي الجزائري في واشنطن، جاء سريعا عقب المكالمة الهاتفية التي أجراها الوافد الجديد على البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أكد فيها البيت الأبيض التزامه التاريخي الثابت بأمن إسرائيل. كما أن بايدن حرص على التأكيد، وفق بيان لوزارة الخارجية الأمريكية، على دعم الولاياتالمتحدة لتطبيع العلاقات مؤخرا بين إسرائيل ودول من العالم العربي والإسلامي، في إشارته إلى المغرب والإمارات والبحرين والسودان. هذا التأكيد من إدارة بادين، سبقه تأكيد آخر من "آرون ديفيد ميلر"، المستشار السابق في شؤون الشرق الأوسط لدى وزراء الخارجية الأمريكيين، والذي شدد في مقال على موقع قناة "سي ان ان" الأمريكية، على أن " الرئيس جو بايدن لن يتراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء". وأبرز في ذات المقال أن الإدارة الجديدة تدعم اتفاقيات السلام بين إسرائيل ودول عربية، مشيرا الى أن " فريق بايدن لن يتراجع عن قرار دونالد ترامب بشأن الاعتراف بمغربية الصحراء". وفي خطوة ذات دلالات قوية، قامت وزارة الخارجية الأمريكية، بتحيين خريطة سفر مواطنيها إلى الخارج، من خلال نشر خريطة المغرب بأقاليمه الصحراوية كاملة كما غادرتها إسبانيا، وذلك انسجاما مع الموقف الأمريكي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء. محاولات النظام العسكري الجزائري، وجبهة "البوليساريو" لدفع بايدن للتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء، باءت بالفشل، وهو ما دفع الكيان الوهمي، وحاضنته النظام الجزائري الى اللجوء للآلة الدعائية التضليلية من خلال استغلال أي فرصة لترويج المغالطات ضد قضية الصحراء.