في ظل التحذيرات من أزمة بيئية في نهر أبي رقراق، وجه مستشارو فيدرالية اليسار في مجلس المدينة انتقادات شديدة اللهجة إلى مؤسسة التعاون "العاصمة"، مطالبين إياها بالتراجع عن التخلص من عصارة أزبال مطرح أم عزة في البحر، حتى يتم نشر دراسة للأثر البيئي لهذه العملية للعموم. وقال مستشارو فيدرالية اليسار الديمقراطي في مجلس مدينة الرباط، اليوم الاثنين، إنهم علموا باستياء، وتذمر شديدين، بإطلاق مؤسسة التعاون "العاصمة"، نهاية الأسبوع الماضي، لعملية نقل آلاف الأطنان من عصارة أزبال مطرح أم عزة إلى محطة المعالجة القبلية للمياه العادمة في بوقنادل، والتابعة إلى "ريضال"، وذلك بواسطة شاحنات صهريجية. وأوضح المستشارون أن العملية المذكورة تأتي إثر الكارثة البيئية الكبرى، التي عرفها وادي أبي رقراق، قبل أسبوعين، والذي تسربت إليه أطنان من عصارة الأزبال السامة، قادمة من أحواض مطرح أم عزة، ما تسبب في تحول لون النهر إلى السواد، ونفوق عدد كبير من الكائنات المائية، وانتشار رائحة جد كريهة في عدد من أحياء الرباط، سلا. وفي السياق ذاته، طالب المستشارون بالوقف الفوري لعملية التخلص من عصارة أزبال مطرح أم عزة في البحر، حتى يتم نشر دراسة للأثر البيئي لهذه العملية للعموم، واستعمال طرق حديثة أثبتت فعاليتها في التخلص من عصارة الأزبال، منها المعالجة العضوية، والتصفية الدقيقة، ومختلف تقنيات التجفيف، التي تفرض استثمارا من مؤسسة التعاون "العاصمة"، أو من طرف شركة مفوض لها. وحمل المستشارون الغاضبون مسؤولية تدبير الملف المذكور، وتلويث وادي أبي رقراق إلى منتخبي حزب العدالة والتنمية، الذين يسيرون مؤسسة التعاون "العاصمة"، وأغلبية الجماعات المكونة لها، وعلى رأسهم جامع المعتصم، رئيسها، ورئيس مجلس جماعة سلا، والذي يشغل في الوقت نفسه مدير ديوان رئيس الحكومة، كما حملوا المسؤولية إلى سلطات الرقابة، موجهين إليها اتهامات بالتلكؤ في مواكبة حل لهذا الملف لمدة سنوات. ومطالب المستشارين لم تتوقف عند تدبير الأزمة، بل شملت مطالبة النيابة العامة، وشرطة المياه بفتح تحقيق في كارثة تلويث وادي أبي رقراق، لتحديد المسؤوليات، وترتيب الجزاءات. وسبق لمستشاري فيدرالية اليسار في مجلس مدينة الرباط أن دقوا ناقوس الخطر بنشرهم بيانا، في دجنبر 2019، ينذر بوقوع كارثة بيئية، نظرا إلى ما بلغهم من سوء تدبير لمشكل عصارة الأزبال في مطرح أم عزة.