في خطوة جديدة، تؤكد تعزيز علاقات التعاون بين الرباط، ونواكشوط، استضافت العاصمة المغربية، اليوم الخميس، مباحثات بين الفيدرالية المغربية للاستشارة والهندسة، ووفد موريتاني رفيع المستوى، مؤلف من مستشارين وزاريين، ورؤساء جمعيات مهنية، وخبراء، تم خلالها تدارس سبل تعزيز التعاون جنوب-جنوب في مجال الاستشارات، ومعالجة إشكالات التنمية. ويدخل اللقاء ضمن برنامج زيارة الوفد الموريتاني، برعاية وزارة التعمير وإعداد التراب وسياسة المدينة، التي تمتد إلى غاية السادس من مارس الجاري، وتشمل عددا من اللقاءات، وجلسات العمل مع الفاعلين العموميين، والخواص، ومسؤولي وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في المملكة. وأفاد نبيل بنعزوز، رئيس الفيدرالية المغربية للاستشارة والهندسة، أن اللقاء يروم تدارس سبل تعزيز التعاون جنوب – جنوب، "الذي يشكل بالنسبة إلى الفيدرالية خطا استراتيجيا في البرنامج التعاقدي مع الحكومة، وحتى في برنامجنا في الفيدرالية". وأعرب بنعزوز عن أمله في أن يتمخض عن هذا اللقاء "تعزيز، ودعم هذه العلاقات، خصوصا أن الاستشارة والهندسة تتدخل بصفة أفقية، وتلامس جميع إشكاليات التنمية، لا سيما التنمية في العالم الجنوبي، الذي يتطلب الكثير من التفكير، والابتكار بغرض إيجاد حلول مطابقة لاحتياجات كل بلد على حدة، تستجيب لتطلعات المواطن". وأضاف بنعزوز أن الطرفين يتطلعان إلى تشكيل "لجنة مشتركة تضم ممثلين عن الفيدرالية، وممثلين عن التمثيليات المهنية الموريتانية، وكذا ممثلين عن السلطات الحكومية بهذا البلد المغاربي"، وذلك من أجل "بلورة خارطة طريق تمكننا من تنفيذ برامج أعمال محددة بتواريخ، ومحينة باستمرار حتى نضمن فاعليتها على أرض الواقع". ومن جانبه، أبرز كين إبراهيم، القائم بأعمال البعثة في مكتب رئيس الوزراء الموريتاني، في تصريح مماثل، أن زيارة الوفد الموريتاني للمملكة على رأس بعثة دراسية، تأتي من أجل بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، وتبادل الخبرات في مجال تنظيم، وتقنين وتنمية القطاعات المرتبطة بالبناء، والأشغال العمومية، وغيرها من القطاعات ذات الصلة. وأشار كين إلى أن اجتماع الوفد الموريتاني، اليوم، مع الفيدرالية ينكب على بحث "الجوانب المتعلقة بالدراسات، والمراقبة، والخبرات التقنية"، وأكد أن اللقاءات المبرمجة ضمن الزيارة "تسمح ببلورة تصور شامل حول التجارب، والخبرات، التي راكمها أشقاؤنا في المملكة للاستفادة منها في إصلاح هذه القطاعات في موريتانيا". وبدوره، أبرز إيباي ولد ماييف، مدير عام البنى التحتية والنقل الطرقيفي موريتانيا، أهمية الزيارة المذكورة "من حيث كونها تتيح إمكانية تقاسم التجارب، وتبادل الخبرات مع الأشقاء المغاربة، والاستفادة من تجربتهم في مجال تنظيم المؤسسات، والمقاولات، والأشغال العمومية، والمباني، لاسيما أن موريتانيا بصدد تنظيم هذا القطاع". وأكد ولد ماييف أن المشاورات، واللقاءات، التي أجراها الوفد مع الفاعلين، والمسؤولين في المملكة "كانت بناءة وسيكون لها الأثر الإيجابي في موريتانيا". يذكر أن الفيدرالية المغربية للاستشارة والهندسة، التي وقعت، في عام 2018، برنامجا تعاقديا مع الحكومة، تضم جميع مكاتب الدراسات والهندسة، والمختبرات منذ عام 1976، وتمثل جميع المتدخلين في هذا القطاع.