في استفزاز جديد، خص الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، استقبالا رسميا لزعيم الانفصاليين، وسط مساع جزائرية، للتشويش على كل محاولات التوصل إلى اتفاق حول النزاع الإقليمي المفتعل. وفي السياق ذاته، قالت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، اليوم الخميس، إن رئيس الجمهورية استقبل الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في مقر رئاسة الجمهورية في الجزائر العاصمة. ولم تفصح الجزائر عن تفاصيل اللقاء، إلا أنه يأتي، أياما قليلة، بعد عودة الرئيس، تبون، من رحلة علاجه في ألمانيا، التي لم تنسيه مواقفه المناوئة للمغرب، ووحدته الترابية، واختار في أول خطاب مباشر له، يوجهه إلى شعبه بعد عودته من ألمانيا، الأسبوع الماضي، إقحام قضية الصحراء المغربية، على الرغم من أن خروجه كان مخصصا للإعلان عن تدابير استثنائية في البلاد، تهم حل مؤسسات دستورية، وسط مطالب بتحرك مغربي، لوقف التحركات الجزائرية المعادية للوحدة الترابية للمغرب. وقال تبون، في الخطاب، الذي ألقاه، الأسبوع الماضي، والموجه إلى شعبه، إن "موقف الجزائر واضح في هذه المسألة"، معتبرا النزاع الإقليمي المفتعل، والذي يستهدف الوحدة الترابية للمغرب "يبقى مسألة تصفية استعمار"، متبنيا الطرح الانفصالي. ووصف تبون، في خطابه، الأقاليم الجنوبية للمملكة بأنها "آخر مستعمرة في إفريقيا"، مطالبا ب"تقرير المصير"، كحل وحيد، حسب قوله. ويرى مراقبون مغاربة أن حديث تبون عن قضية الصحراء المغربية، ومواصلة استفزازه للمغرب، بات يعكس محورية النزاع الإقليمي المفتعل في السياسة الخارجية للجارة الشرقية الجزائر، وحجم انخراطها، والمجهودات، التي تبذلها في اتجاه المس بالوحدة الترابية للمغرب، والدفع بالطرح الانفصالي. الهجوم الجزائري على الوحدة الترابية للمغرب لم يعكسه فقط خطاب الرئيس عبد المجيد تبون، واستقباله لزعيم الانفصاليين، بل باتت تعكسه عدد من الخطوات الجزائرية المتوالية، منها الدفع باللوبي الجزائري في أمريكا ب 27 عضوا من الكونغرس الأمريكي للرئيس، جو بايدن، لسحب الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.