وسط ترقب شديد في المنطقة، ومحاولات خصوم المغرب ممارسة كل أنواع الضغط على الإدارة الأمريكيةالجديدة، لحملها على التراجع عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، أعلنت واشنطن أنها تضع مرسوم الرئيس السابق، دونالد ترامب، حول الصحراء تحت المجهر، لدراسته، قبل الإعلان عن موقفها منه. وفي السياق ذاته، خرج القائم بأعمال السفارة الأمريكية في مدريد، كونراد تريبيل، نهاية الأسبوع الماضي، في حوار مطول مع صحيفة "إلباييس" الإسبانية، تحدث فيه عن موقف الإدارة الأمريكيةالجديدة من اعتراف ترامب بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، والإعداد لفتح قنصلية أمريكية في الداخلة. وأكد تريبيل، أن إدارة بايدن تضع قضية الاعتراف بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية تحت الدراسة، وقال ردا على سؤال الصحيفة: "نحن نعلم أنها قضية مهمة لإسبانيا، إنها إحدى القضايا العديدة، التي تجري مراجعتها، هناك محادثات مع جميع الجهات الفاعلة في إطار الأممالمتحدة، ولكننا لم نتخذ أي قرارات". وتحدث الدبلوملسي الأمريكي عن موقف وزير الخارجية أنطوني بلينكن من الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وقال إنه يريد "فهم السياق، والالتزامات، التي تم التعهد بها"، ملمحا إلى فتح حوار أمريكي في المنطقة حول هذه القضية، بالقول إن "ما يمكن تأكيده أن هذه الإدارة تسعى إلى التشاور مع الحلفاء، ودعم المؤسسات متعددة الأطراف، مثل الأممالمتحدة، وأي قرار يتم اتخاذه في حالة كهذه سيكون ضمن هذا الإطار". حديث الدبلوماسي الأمريكي عن موقف الإدارة الجديدة من السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، يأتي في ظل مرور خصوم المغرب إلى السرعة القصوى في مساعيهم، لثني الإدارة الأمريكيةالجديدة عن الاعتراف بمغربية الصحراء، حيث سبق لمجلس النواب الجزائري أن وجه مراسلة إلى الرئيس، بايدن، يطلب منه فيها التراجع عن هذا الاعتراف، كما يسعى اللوبي الجزائري في أمريكا إلى محاولة استمالة أصوات أعضاء مجلس الشيوخ، لاتخاذ مواقف مناوئة للمغرب. وعلى الرغم من وضع إدارة بايدن الاعتراف بمغربية الصحراء تحت المجهر، إلا أن آراء المحللين تستبعد أي تراجع عنه، وهو ما سبق أن قاله الكاتب الصحافي، والمحلل السياسي، المقيم في واشنطن، الداه يعقوب، في تصريح سابق لموقع "اليوم 24′′، مسجلا أن مواقف حاسمة ستظهر للعلن، خلال الأيام المقبلة، لتبين بشكل جلي مواقف إدارة البيت الأبيض الجديدة من القضية، لاسيما داخل أروقة الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي الجديد، أنتوني بلينكن، يعتبر المغرب شريكا استراتيجيا، ومهما في نفاذ بلاده إلى العالم العربي، وإفريقيا. وأكد المحللون أن الإدارة الأمريكيةالجديدة، وكذا مجلسي النواب، والشيوخ، يضمون أصواتا أقوى، وهي متشبثة بموقف الاعتراف بمغربية الصحراء، إذ ينتظر أن تدفع إلى إلتزام بايدن به. وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قد أصدر، في آخر أيام ولايته، مرسوما رئاسيا، اعترف فيه بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، أعقبته زيارة لمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى إلى المغرب، وكانت أول زيارة لدلوماسيين أمريكيين للأقاليم الجنوبية، للوقوف على تنزيل المرسوم، والإعداد لافتتاح قنصلية أمريكية في الداخلة.