خرج سكان مدينة الفنيدق، أول يوم الجمعة الماضي، إلى الإحتجاج في الشوارع المدينة، مطالبين بمطالب اجتماعية واقتصادية، وذلك، بعد تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، بين سكان المدينة، بعد إغلاق المعبر الحدودي بمدينة سبتةالمحتلة، أو يصطلح عليه محليا، ب"باب سبتة"، السنة الماضية. وقال محمد بنعيسى، فاعل حقوقي في المنطقة، ورئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، في حديثه، مع "اليوم24′′، إن ما يلاحظ في "احتجاجات سكان مدينة الفنيدق، هو العجز الكبير للوسطاء التقليديين، بين المؤسسات المختصة وبين المحتجين، وعلى رأسهم، الأحزاب السياسية، عن القيام بأية مبادرات ذات مصداقية للخروج بحلول تنال رضى السكان". والمشكل على ما يبدو، بحسب بنعيسى، هو مشكل وساطة، بين السكان والمؤسسات المختصة. و"هذا المشكل كان قد برز بشكل ملحوظ أيضا، في احتجاجات سكان الحسيمة، قبل سنوات"، يقول. ولفت بنعيسى الإنتباه، إلى أن "سكان الفنيدق، في حاجة ماسة إلى مشاريع اقتصادية مستعجلة"، مبرزا، أن "المنطقة تعيش في فقر وبطالة، بينما شبابها، يرى الضفة الأخرى ملجأه البعيد عن المنال، وذلك أمام انسداد الآفاق في المدينة". وأوضح المتحدث نفسه، أن "على المؤسسات المعنية العمل بشكل جدي في بدء بحوارات مع ممثلي الساكنة" ، مشددا على أن "هؤلاء الممثلون عن الساكنة يجب أن يحظوا بالثقة بشكل أساسي من طرف السكان". وأورد بنعيسى "أن تعثر أية محاولات رامية إلى احتواء احتجاج السكان، وإيجاد حلول لها قد يزيد من عمق الأزمة". وتجدر الإشارة، أن وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، أعلنت رسميا عن إطلاق برنامج يتعلق "ببلورة وتفعيل آليات الدعم والمواكبة من أجل تحسين قابلية التشغيل وتحفيز ريادة الأعمال للفئات الهشة، خاصة النساء والشباب". وجاءت الخطوة، خلال اجتماع انعقد أول مس الجمعة بمقر عمالة المضيق-الفنيدق، وترأسه والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، مباشرة بعد اندلاع الاحتجاجات في المنطقة. وأكد بلاغ لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال أن اتفاقية البرنامج تتكون من ثلاثة محاور، تهم إحداث منطقة للأنشطة الاقتصادية بتراب جماعة الفنيدق، وإحداث وبلورة آلية للتحفيز المالي لجلب الاستثمارات بمنطقة الأنشطة الاقتصادية تطوان بارك، وخلق مبادرات تحفيزية لمواكبة النسيج المقاولاتي في إطار مهيكل وتحسين قابلية الشباب والنساء لولوج سوق الشغل. علاوة على ذلك، اعتقل أربعة شباب من مدينة الفنيدق، على خلفية الأحداث، التي عرفتها المدينة، نهاية الأسبوع الجاري، احتجاجا على التداعيات الاقتصادية لقرار إغلاق المعبر الحدودي مع سبتةالمحتلة، والأمر يتعلق بكل من ياسين رازين، ورضى العفاقي، ونور الدين الهيشو سحيقو، ومحمد الهيشو مكدار. ومن المرتقب تقديم الشباب الأربعة، غدا الاثنين، أمام أنظار النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية في تطوان. وكانت السلطات الأمنية قد أفرجت، أمس السبت، عن القيادي المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الخليل جباري، وذلك بعد توقيفه خلال معاينته للاحتجاجات، التي عرفتها المدينة، وطالب فيها المحتجون بتحسين ظروفهم الاجتماعية، والمعيشية، التي تأثرت بسبب إغلاق معبر سبتةالمحتلة، ومنع التهريب