على إثر الاحتجاجات، التي كانت قد عرفتها مدينة جرادة، في شهر يوليوز الماضي، بسبب جنازة "مهدي بلوشي"، المتوفي بإحدى الساندريات، لا تزال الاعتقالات مستمرة، لتصل الحصيلة إلى 16 معتقلا. وأعلن عبد الحق بنقادي، محامي عدد من المعتقلين على خلفية هذه القضية، اليوم السبت، أنه جرى اعتقال "شاب آخر بجرادة البارحة على خلفية ملف جنازة المرحوم مهدي بلوشي". وأضاف بنقادي في تدوينة نشرها في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن عدد المعتقلين في هذا الملف بلغ "16 معتقلا"، منذ أحداث 12 يوليوز الماضي، أدين سبعة منهم ابتدائيا بالحبس والغرامة. وتساءل المحامي بهيئة وجدة: "إلى متى يتوقف مسلسل "التلقيح المستمر"!!؟"، ووصف الملف ب"الفارغ". وكانت المحكمة قد وجهت إلى سبعة معتقلين تهم المساهمة في تنظيم مظاهرة غير مصرح بها، وعدم التقيد بالأوامر والقرارات الصادرة عن السلطات العمومية في منطقة أعلنت فيها حالة الطوارئ الصحية، وتحريض الغير على مخالفة القرارات المذكورة بواسطة الخطب، والصياح في أماكن عمومية بواسطة وسائل إلكترونية، والتحريض على جنح كان لها مفعول فيما بعد، بواسطة الخطب، والصياح بوسائل إلكترونية في أماكن عمومية. وتعود قصة الاعتقالات إلى يوم استيقظ فيه السكان، في يوليوز الماضي، على وقع حادث وفاة مهدي بلوشي، الثلاثيني، الذي كان يشتغل في إحدى التعاونيات، التي تستخرج الفحم الحجري من آبار جرادة، بينما أصيب شقيقه بجروح جراء الحادث. وحج عدد من شباب مدينة جرادة إلى المستشفى الإقليمي، للوقوف على تفاصيل وفاة الشاب، وتم إخبارهم أن الأبحاث لاتزال جارية، للتأكد مما إذا كان الفقيد تربطه أوراق عمل رسمية بالتعاونية، إلا أنهم فوجئوا بدفنه، في عملية وصفوها بالسرية. الدفن السريع للضحية، خلف موجة غضب وسط شباب المدينة، خصوصا أن الحادث قلّب عليهم مواجع، كانت قد عرفتها، قبل سنتين، حينما أودت حادثة مماثلة بحياة شابين شقيقين، تفجر على إثرها حراك، لم يوقفه إلا اعتقال عدد من نشطائه.