يبدو أن تداعيات الأزمة التي يعيشها حزب العدالة والتنمية قائد التحالف الحكومي بالبلاد، على خلفية توقيع أمينه العام سعد الدين العثماني، اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لازالت لم تبح بكامل أسرارها، ومرشحة نحو مزيد من التفاقم في الأيام والأسابيع المقبلة. وعلم "اليوم 24" من مصادر من داخل الحزب ذي المرجعية الإسلامية، أن البرلماني والقيادي البارز في صفوفه المقرئ الإدريسي أبو زيد، قرر تجميد عضويته في الحزب احتجاجا على ذلك. ووفق المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، فإن المقرئ الإدريسي أبو زيد "جمد عضويته في حزب العدالة والتنمية احتجاجا على ضمور قضايا الهوية والمرجعية الإسلامية في خطاب الحزب ومواقفه وقراراته". وأكدت المعطيات ذاتها، أن البرلماني المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية والمناهضة للتطبيع، راسل الأمانة العامة للحزب وأخبرها بالقرار. وشدد المصدر ذاته على أن قرار تجميد عضوية المقرئ الإدريسي أبوزيد في الحزب سيمتد إلى حين "عقد دورة للمجلس الوطني خاصة بهذا الموضوع وفقط"، الأمر الذي يؤكد أن الحزب وقيادته لم تنجح حتى الآن فينزع فتيل الأزمة التي خلفها توقيع العثماني لاتفاق التطبيع ودعم الأمانة العامة له. ويرقب أن يمثل موقف النائب البرلماني الذي يحظى بشعبية واسعة داخل الحزب وشبابه، خطوة مشجعة للغاضبين من قيادة الحزب للقيام بخطوات احتجاجية مماثلة من شأنها أن تزيد من تعميق الأزمة والضغط على العثماني والأمانة العامة بخصوص تدبيرها لملف التطبيع وعدد من القضايا الأخرى، كقانون فرنسة التعليم، الذي صوت أبو زيد ضده في البرلمان.