لم يتخيل عشرات من الممرضين وتقنيي الصحة، أن يتعرضوا إلى الضرب والشتم من طرف رجال السلطة، يوم أمس السبت، بعد أن قوبلت وقفتهم الاحتجاجية التي نظموها، أمام مقر وزارة الصحة، بعنف من طرف السلطة. نوفل، (23سنة)، واحد من عدد من الممرضين وتقنيي الصحة، الذين تعرضوا إلى تعنيف من طرف ممثلي السلطة؛ انتشرت صورة له، على مواقع التواصل الإجتماعي، توثق تعرضه لصفعة من طرف رجل سلطة، بشكل اعتبره نشطاء مهين ومحجف، لاسيما أمام التضحيات التي يقدمها الأطر التمريضة في هذه الفترة في ظل أزمة كوفيد-19. وعبر نوفل، وهو ممرض، رفض ذكر اسمه الكامل، ل"اليوم24′′، عن خيبة أمله الشديدة بعد العنف الذي تعرض له يوم أمس، موضحًا أنه أحس لحظة تعرضه للصفعة من طرف رجل سلطة بالإهانة، ويقول :" أحسست أن كرامتي خذشت..، وأنني مكنسوا والو". وأضاف نوفل، "أحسست أيضا أن تضحياتي رفقة زملائي الممرضين، لا تسوى شيئا"، مبرزا "في الواقع كل واحد منا أخذ حقه من الضرب والعنف المتمثل في الشتم والضرب من طرف السلطة". ولفت المتحدث نفسه الإنتباه، إلى أن "السلطة تحاول تبرير منعها للوقفة الاحتجاجية المذكورة، بالحالة الوبائية التي تشهدها البلاد، مشددا على أن المشاركين في الوقفة كانوا ملتزمين بالتدابير الاحترازية، يطالبون فقط باحترامهم والاستجابة لمطالبهم العادلة". من جانبه قال زميله أنور، وهو أيضا ممرض من مدينة مكناس، إنه تعرض هو الآخر إلى الضرب والشتم في الوقفة المذكورة، وأنه أصيب على مستوى قدمه، ويعاني من ألم كبير"، مبرزا أنه حزين ويشعر بآسى كبير بعد احتجاج يوم أمس". وشدد على أنه يفكر في الهجرة إلى بلد آخر، يحترم فيه الممرض والتضحيات التي يقوم بها. وتوعدت حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، وزارة الصحة بالتصعيد، وذلك بعد منع الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها الحركة نفسها، يوم أمس من طرف السلطات. وفي هذا السياق، عبرت الحركة نفسها، عبؤ بلاغ لها، عن تنديدها بما أسماته "أشكال القمع التي تعرضوا لها الممرضات والممرضين، أمام سلمية الوقفة وعدالة المطالب التمريضية ". وشددت الحركة أن الوقفة الاحتجاجية التي خاضتها يوم أمس، قوبلت بقمع أمني، نتج عنه عشرات من الإصابات والأضرار النفسية والجسدية الوخيمة في صفوف ما تحملوا لنا لما يناهز سنة عبء الصف الامامي في مواجهة كورونا". وتطالب الحركة المذكورة بالإنصاف في التعويض عن الأخطار المهنية، بالإضافة إلى إنصاف كل ضحايا مرسوم 2.17.535 بأثر رجعي منذ صدوره، عام 2017، (الممرضون المساعدون، والممرضون المجازون، ذوو تكوين سنتين، والممرضون المجازون ذوو تكوين ثلاث سنوات، وخريجو السلك الثاني، وسلك الماستر في البيداغوجية التمريضية)، وتوظيف جميع الخريجين المعطلين دون تعاقد، فضلا عن إحداث هيأة وطنية، وإخراج مصنف المهن، والكفاءات، وتحسين شروط الترقي.