ولدت المفكرة الأمريكية، جوديث يتلر، في مدينة كليفلاند الأمريكية سنة 1956، وهي تعتبر نجمة الفكر الأمريكي في الوقت الراهن، وتتبنى أفكار الحركة الاجتماعية المدافعة عن المثلية «أحرار الجنس»، كما أنها معروفة بمعارضتها للجمهوريين، ودفاعها عن كرامة المستضعفين في الأرض. في الأيام الأخيرة أصدرت كتابا تحت عنوان «دون خوف». تدرس الأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا. لدى جوديث بتلر إسهامات في مجالات الفلسفة النسوية، ونظرية النوع والمثلية، والفلسفة السياسية، والأخلاق. وهي أستاذة في قسم الأدب المقارن والبلاغة في جامعة كاليفورنيا (بركلي). حصلت بتلر على دكتوراة الفلسفة من جامعة يل عام 1984، وكانت أطروحتها التي نشرت فيما بعد بعنوان: «موضوعات الرغبة.. تأثيرات هگلي على فرنسا القرن العشرين». في أواخر الثمانينيات، تقلدت بتلر عددا من المناصب، وكانت لها إسهامات في تأثيرات ما بعد البنيوية في النظرية النسوية الغربية حول تحديد ماهية «المصطلحات الافتراضية» للنسوية. تناولت أبحاثها نظرية الأدب، الخيال الفلسفي المعاصر، النسوية، دراسات النوع والجنسانية، الأدب والفلسفة الأوروبية في القرن ال20، كافكا والخسارة، والحداد والحرب. ركزت في أحدث أعمالها على الفلسفة اليهودية، مستكشفة الانتقادات التي وجهت إلى ما قبل وبعد الصهيونية بشأن عنف الدولة. سياسياً، تدعم بتلر بقوة حركة «بي دي إس» المناهضة لإسرائيل كيف يمكننا العيش دون خوف في ظل هذه الجائحة، والأزمة الاقتصادية، والتقاطب السياسي؟ ما نعيشه اليوم من مشاكل ليس وليد اللحظة. إنه جزء من نمط عيشنا، لكنه اليوم تسارع. نعيش جميعا مع الخوف. فحتى حكومة دونالد ترامب لم تعط أي انطباع بأنها قلقة إزاء الجائحة، أو المناخ، أو الأشخاص، لكن خوفنا الجماعي يمكن أن يساعدنا على توحيد الصفوف وتجميع قوانا، وتسريع تحركات كل الحركات الاجتماعية من أجل ترسيخ ممارسات العدالة الاجتماعية على أرض الواقع. يؤكد ميشل فوكو أن الحكم هو الذي يقرر من سيموت ومن يبقى.. يجب أن نتعلم معرفة من أين تأتي كل أنواع العنف. في العديد من المناسبات، نربط العنف بالحروب، والتدخلات الأمنية الفظيعة أو الاغتصابات. هذا النوع من العنف نعرف فيه المجموعة التي تبحث عن تدمير الأخرى. لكن العنف لديه أشكال أخرى، ويجب أن نتعلم كيف نحددها. مثلا، تدخل في إطار الأشكال الأخرى للعنف سياسات ترك المهاجرين لمصيرهم، أو احتجازهم في مراكز الاعتقال حيث يتركونهم يموتون بفيروس كورونا المستجد، أو تلك السياسات التي تسمح بوجود مناطق بإفريقيا تعاني المجاعة دون التدخل دوليا لمعالجة الأمر. هكذا، يتركون الناس يموتون دون تفجير ولا رصاص. من الجوهري فهم كيف يشتغل العنف السياسي لإدراك فكرة أن هناك سياسة تقوم على أن الناس ليسوا سواسية. جيد، ولماذا تنتقدين ما هو أكاديمي؟ الجامعة مكان جوهري وحاسم لبناء الثقافات السياسية الجديدة. ويُقلقني أنه في بعض الجامعات في العالم تُهاجم بعض الدراسات مثل تلك التي تدرس الجندر/النوع. في الحقيقة، هناك بعض التخصصات الأكاديمية التي تريد أن تحافظ دائما على حصتها من السلطة؛ إنها أشبه بأندية مغلقة لا تقبل أي معارف تأتي من الخارج. يجب على الجامعة أن تعزز وتشجع الحوار المنفتح مع الحركات الاجتماعية، وأن تنزل من برجها العاجي، وأن تصل إلى حيث يعيش الناس العاديون. تنددين بوهم استقلالية الفرد، وتراهنين على الترابط بين الأفراد؟ لا أحد يمكنه العيش دون دعم الآخرين. نحن مترابطون جميعا، يجب أن نساعد بعضنا البعض، وهذه الفكرة يجب أن تسود في عالمنا. يجب أن نتحمل مسؤولية تنظيم مجتمعنا من أجل تغطية كل حاجياتنا. إنها فكرة أساسية تبحث عن الكرامة والمساواة بين الجميع. هل تعتقدين أن المشكل يكمن في التفكير الثنائي المحدود (نسوي/ذكوري، خير/شر) المتجذر في لاوعينا؟ بالتأكيد. هذا النوع من التفكير لا يشمل كيف يعيش الأشخاص في الواقع، كيف يفكرون، أو كيف ينظرون إلى أنفسهم، أو كيف يشرحون تجربتهم الخاصة المعاشة في هذا العالم. يجب أن نتعلم الاستماع. إذا لم نستوعب أنه ليس هناك واقعان فقط، بل «واقعات» متعددة، فإننا سنكون قاسيين مع ملايين البشر. إذا فرضنا عليهم أماكن منغلقة في حيواتهم، فإننا سنتسبب لهم في المعاناة. يجب على المؤسسات أن تستمع إلى ما تقوله المجتمعات حول واقعها الخاص. كيف ترين واقع حال الديمقراطية في الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ أعتقد أن ترامب والكثير من المصوتين له يبحثون عن تدمير الديمقراطية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. لقد سبق أن حذر ترامب من أنه قد لا يغادر البيت الأبيض حتى لو فاز الديمقراطيون. إنه يستعمل، أيضا، القوانين لخرق القانون نفسه، إن الرجل لديه مشكل في تقبل القرارات التي تصدرها المحاكم. فضلا عن ذلك، فساكن البيت الأبيض يحاول خلق جو من عدم الثقة في صناديق الاقتراع. في الواقع، إذا فاز، فإنه سيدمر الديمقراطية في صيغتها التي نعرفها، وإذا خسر، ورفض مغادرة البيت الأبيض، سنعيش وضعا ثوريا في الشوارع. من منظورك، كيف ستكون نتائج الانتخابات الرئاسية في بداية نونبر المقبل؟ أعتقد أن دونالد ترامب سيخسرها. لكن هناك مسألة أخرى مهمة تتعلق بمسار خروجه من البيت الأبيض، وما سيعنيه ذلك بالنسبة إلى الديمقراطية. الشيء الإيجابي على الأقل هو أنه لا يحظى بدعم العسكريين، على خلاف الكثير من المستبدين الذين يدعمهم الجيش. أظن أن التحول إلى ديكتاتور قد يكون أحد تخيلات ترامب. ما يملكه الرجل في الواقع هو محامون وأشخاص في مناصب مهمة في الحكومة. وهو سيقوم حتما بكل ما بوسعه للبقاء في الحكم.