بتنسقي مع "الديستي".. توقيف أجنبي بحيازته جواز سفر مزور    عهد جديد في لبنان.. الملك محمد السادس يهنئ العماد جوزيف عون ويؤكد على عمق العلاقات المغربية اللبنانية    الصويرة تعزز ربطها الجوي بثلاث وجهات فرنسية جديدة    الملك يصدر عفوه السامي على 1304 أشخاص بمناسبة ذكرى 11 يناير الأنشطة الملكية    توقيف شخصين في مراكش بتهمة النصب والاحتيال وتزوير وثائق السيارات    إيكال مهمة التحصيل الضريبي للقطاع البنكي: نجاح مرحلي، ولكن بأي ثمن؟    هذا ماقالته الحكومة عن إمكانية إلغاء عيد الأضحى    مدن مغربية تندد بالصمت الدولي والعربي على "الإبادة الجماعية" في غزة    "الباطرونا" تتمسك بإخراج قانون إضراب متوازن بين الحقوق والواجبات    "مكتب السياحة "يحفز مهنيي القطاع    الملك يعزي أسرة الفنان بنعبد السلام    مؤسسة طنجة الكبرى في زيارة دبلوماسية لسفارة جمهورية هنغاريا بالمغرب    تصعيد فرنسي ضد الجزائر: تهديدات بخصوص التأشيرات، الرسوم الجمركية والمساعدات التنموية وعقوبات أخرى    أحوال الطقس يوم السبت.. أجواء باردة وصقيع بمرتفعات الريف    المناورات الجزائرية ضد تركيا.. تبون وشنقريحة يلعبان بالنار من الاستفزاز إلى التآمر ضد أنقرة    الملك محمد السادس يوجه برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفنان الراحل محمد بن عبد السلام    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    إيداع 10 علامات تجارية جديدة لحماية التراث المغربي التقليدي وتعزيز الجودة في الصناعة الحرفية    أسعار النفط تتجاوز 80 دولارا إثر تكهنات بفرض عقوبات أميركية على روسيا    الضريبة السنوية على المركبات.. مديرية الضرائب تؤكد مجانية الآداء عبر الإنترنت    توقف مؤقت لخدمة طرامواي الرباط – سلا    اللجان الإدارية المكلفة بمراجعة اللوائح الانتخابية العامة تعقد اجتماعاتها برسم سنة 2025    الملك محمد السادس يهنئ العماد جوزيف عون بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية    أغلبهم من طنجة.. إصابة 47 نزيلة ونزيلا بداء الحصبة "بوحمرون" بسجون المملكة    ميناء الحسيمة يسجل أزيد من 46 ألف من المسافرين خلال سنة 2024    "الأحرار" يشيد بالدبلوماسية الملكية ويؤكد انخراطه في التواصل حول مدونة الأسرة    فيلود: "المواجهة ضد الرجاء في غاية الأهمية.. وسنلعب بأسلوبنا من أجل الفوز"    القِرْد سيِّدُ المَشْهد !    تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، محطة نضالية بارزة في مسار الكفاح الوطني من أجل الحرية وتحقيق السيادة الوطنية    جماعة طنجة تعلن نسبة تقدم أشغال تأهيل معلمة حلبة ساحة الثيران    وفاة صانعة محتوى أثناء ولادة قيصرية    حوار بوتين وترامب.. الكرملين يعلن استعدادا روسيا بدون شروط مسبقة    بوحمرون: 16 إصابة في سجن طنجة 2 وتدابير وقائية لاحتواء الوضع    "بوحمرون.. بالتلقيح نقدروا نحاربوه".. حملة تحسيسية للحد من انتشار الحصبة    بوحمرون يواصل الزحف في سجون المملكة والحصيلة ترتفع    "جائزة الإعلام العربي" تختار المدير العام لهيسبريس لعضوية مجلس إدارتها    ملفات ساخنة لعام 2025    ارتفاع حصيلة قتلى حرائق لوس أنجلس    تحذير رسمي من "الإعلانات المضللة" المتعلقة بمطارات المغرب    عصبة الأبطال الافريقية (المجموعة 2 / الجولة 5).. الجيش الملكي من أجل حسم التأهل والرجاء الرياضي للحفاظ على حظوظه    صابرينا أزولاي المديرة السابقة في "قناة فوكس إنترناشيونال" و"كانال+" تؤسس وكالة للتواصل في الصويرة    ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بمرض الحصبة… طبيبة عامة توضح ل"رسالة 24″    السلطات تمنع جماهير حسنية أكادير من التنقل إلى الزمامرة لمساندته أمام نهضة الزمامرة    السعودية تستعد لموسم حج 2025 في ظل تحديات الحر الشديد    ارتفاع حصيلة الحرائق في لوس أنجليس    الحكومة البريطانية تتدخل لفرض سقف لأسعار بيع تذاكر الحفلات    اتحاد طنجة يعلن فسخ عقد الحارس بدر الدين بنعاشور بالتراضي    مقتل 7 عناصر من تنظيم "داعش" بضربة جوية شمال العراق    فضيحة تُلطخ إرث مانديلا... حفيده "الرمز" في الجزائر متهم بالسرقة والجريمة    بطولة إنجلترا لكرة القدم.. إيفرتون يفك الارتباط بمدربه شون دايش    الكأس الممتازة الاسبانية: ريال مدريد يفوز على مايوركا ويضرب موعدا مع برشلونة في النهائي    النظام الجزائري يخرق المادة 49 من الدستور ويمنع المؤثر الجزائري بوعلام من دخول البلاد ويعيده الى فرنسا    الآلاف يشاركون في الدورة ال35 للماراطون الدولي لمراكش    وفاة الفنان محمد بن عبد السلام    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    فتح فترة التسجيل الإلكتروني لموسم الحج 1447 ه    وزارة الأوقاف تعلن موعد فتح تسجيل الحجاج لموسم حج 1447ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقيب الصحافيين التونسيين: بوعشرين والريسوني والراضي ليسوا ثوارا يحملون السلاح..اعتقالهم تضييق على الصحافة المستقلة
نشر في اليوم 24 يوم 31 - 10 - 2020

اعتبر نقيب الصحافيين التونسيين مهدي الجلاصي، أن السلطة مازالت تدجن الإعلام في عدد من البلدان العربية، مؤكدًا أن الصحافيين ليسوا بثوار يحملون السلاح، بل إنهم صحافيين يقومون بدورهم بنشر الحقائق، وربما ينتقدون السلطة. وشدد نقيب الصحافيين التونسيين في حوار مع "اليوم24" أنه لا يمكن أن تنتظر من أية سلطة في العالم، أن تمنحك الحرية دون مقابل، ودون تضحيات، بل يجب أن تضحي حتى تنتزع الحرية، والصحافيون القلة، الذين يتعرضون للتغيب في السجون، والاعتقال، والتعذيب، وحتى للملاحاقات، والتضييقات القضائية، في النهاية، هم النبراس الذي سيفتح الطريق.
فيما يلي نص الحوار:
1- رغم أن تونس تقدمت إلى الرتبة 72، حسب المؤشر العالمي لحرية الصحافة، الذي تصدره مراسلون بلا حدود، إلا أنّ ملاحظون يعتبرون أن حرية الصحافة في تونس مهددة، وقوى سياسية تريد الهيمنة على القطاع، ما تعليقكم؟
نعم، منذ ثورة الياسمين إلى اليوم تتقدم تونس شيئا فشيئا، في حرية الصحافة، وهذا يرجع بالأساس إلى ما تم تحقيقه على مستوى هيكلة قطاع الإعلام، ووضع تشريعات خاصة بالصحافة، والنشر، فضلا عن حرية العمل النقابي، كل هذه العوامل جعلت تونس تتقدم في الترتيب العالمي لحرية الصحافة، وتتبوء المرتبة الأولى على المستوى العربي.
نعتبر هذا التطور، حقيقة، إيجابيا عندما نقارن بين وضع تونس ما قبل الثورة، وما بعدها، لكننا لن نتغاضى عن وضع حرية الإعلام فيها، الذي ليس متكاملا، وليس هناك ما يمنعها من الالتحاق على الأقل بالدول العشرين الأولى، التي تحتل الصدارة في العالم، خصوصا أننا ليست لدينا رقابة على الإعلام، كما أن هناك إعلاما حرا.
لا أنكر أن هناك سلطة سياسية تريد السيطرة على الإعلام، وتدجينه ووضعه تحت خدمتها، وتصرفها، وقد قدمت مشاريع قوانين في هذا الشأن، لكن الهياكل الإعلامية كلها تصدت لهذه المشاريع.
ولابد أن أشير إلى أن الصحافيين وضعهم سيئ نوعا ما، وكثير من الانتهاكات مازالت تطال العديد منهم في الشارع، وداخل مراكز الأمن، وأثناء تغطية المظاهرات، وفي المناطق الحدودية، وهناك تيارات سياسية لها عداء كبير، للاعلام بصفة عامة هدفها الوحيد هو السيطرة عليه.
صحيح أن حرية الإعلام موجودة، لكنها في نفس الوقت مهددة.
2- بعد انتخاب المكتب الجديد للنقابة الوطنية للصحافيين، في 20 شتنبر الماضي، تم انتخابكم نقيبا للصحافيين التونسيين، ما هي استراتيجيات النقابة للمرحلة القادمة للتصدى للتهديدات على حرية الصحافة في تونس؟
لقد تم انتخابنا في رئاسة نقابة الصحافيين بناء على برنامج واضح، كنا تقدمنا به للصحافيين، وأساسه الدفاع عن حقوق الصحافيين المهنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمادية، وهذا كان شعار مؤتمر نقابة الصحافيين.
وكنا كذلك تعهدنا بالدفاع عن الحريات، وحرية الصحافة والتعبير في الإطار التشريعي الملائم لها.
في أول يوم بدأنا فيه كمكتب جديد، واجهنا مشروع قانون في البرلمان متعلق بالإعلام، وينسف حرية الصحافة والإعلام، ويهدد المشهد الإعلامي التونسي، بصفة كلية، وجذرية.
واسراتجيتنا تسعى إلى تجميع كل المجتمع المدني حول قضية حرية الصحافة، والدفاع عنها، لأن كل المجتمع معني بها، وهذا ما تمتاز به تونس، فهي الدولة الوحيدة، التي تجد فيها نقابة الصحافيين حولها مجموعة كبيرة من قوى المجتمع المدني العريقة، والقوية للدفاع عن حرية الصحافة.
وفي هذا الشأن، كنا قد وجهنا رسالة إلى رئيس الجمهورية، ونظمها ندوات صحفية، وأصدرنا بيانات، وتوجهنا إلى مجلس النواب بغرض الحوار المباشر معه، والضغط عليه، حتى لا يمرر تلك القوانين، وحتى نحسس البرلمانيين بخطورة المشروع، الذي يسعى إلى السيطرة على هيأة الاتصال السمعي البصري، وطريقة إسناد القنوات التلفزية، وإحداث فوضى كبيرة في القطاع.
وهدفنا أن يكون كل المجتمع معني بقضايا الحرية، خصوصا حرية التعبير، فمثلا المركزية النقابية للاتحاد العام للشغل بتونس لا يمكن أن تطرح جميع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الموجودة دون إعلام حر، المنظمات الحقوقية نفس الشئ تحتاج إعلاما حرا، أيضا المنظمات، التي لها علاقة بالشفافية، والحكامة الرشيدة، ومكافحة الفساد يهمها أن يكون هناك إعلام حر حتى تتمكن من القيام بمهامها، وتحقيق أهدافها.
نحن منذ البداية وضعنا خطة عمل واضحة، على كل المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، خصوصا ما يتعلق بحرية الإعلام من منطلق الحوار مع البرلمانيين، والأطراف السياسية، لكن أساسا بناء جبهة حقوقية مدنية تدافع عن حرية التعبير.
3- تعتبر تونس متقدّمة على بلدان المنطقة في مجال حرية التعبير عامة وحرية الصحافة على وجه الخصوص، كيف تقيمون حالة حرية الصحافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
كما قلنا منذ البداية تونس في المرتبة الأولى عربيا، على الأقل في مجال حرية الصحافة، ولكن نحن نعتبر أن الدول العربية، التي تضم كثيرا من الأنظمة الرجعية المتخلفة، خصوصا في دول الخليج، وحتى في منطقة شمال إفريقيا، أنظمة لا تؤمن بحرية الصحافة التعبير.
في الجزائر مثلا، كنا نتوقع أن يتحرر الإعلام وينهض من جديد في الحراك الجزائري، الذي أنهى حكم بوتفليقة، ويقوم بدوره، وبالفعل عدد من الصحافيين، المناضلين، والملتزمين، والمستقلين قاموا بهذا الدور، لكن في النهاية دفعوا ثمن ذلك، مثل زميلنا خالد الدرارني، وهو الآن في السجن.
مع الأسف بقية الإعلام لم يستغل هذه الفرصة، وهناك تطبيع كبير من الإعلام الجزائري مع مشروع السلطة بخصوص الدستور الجديد، وهذا يعني أن الإعلام لم يتحرر، والسلطة لم تقم باجراءات للدفاع عنه، وتحريره.
والشيء نفسه في المغرب، ومصر، وليبيا، والأردن، والعديد من الدول العربية، السلطة مازلت تدجن الإعلام، وتسيطر عليه وحتى تونس مثلا هي متقدمة في مجال حرية التعبير مقارنة بالدول العربية، لكنها دولة في محيط إقليمي ضعيف، ليست فيه حريات حتى فيما يتعلق بالحريات العامة، والفردية.
وحتى في مسألة حقوق المرأة والمساواة، يمكن أن ترى تونس نموذجا، لكنها في النهاية ليست نموذجا قويا، باعتبار أنها في منطقة عربية محافظة جدا، منطقة رجعية، ولبنان، أيضا، تعتبر دولة متقدمة في مجال حرية الصحافة، لكنها مهددة بفعل العوامل الطائفية، والانتماء الطائفي للأحزاب، وتهديد الصحافيين بقوة السلاح من طرف الميليشيات، وأيضا الشيء نفسه بالنسبة إلى فلسطين المحتلة، والأردن، والجزائر، والمغرب، وليبيا، التي يعاني فيها الصحافيون، الذين يتابعون، وتقتحم مقرات وسائل الإعلام، وحدث هذا في المغرب، منذ سنوات، وهو ليس بالجديد، وأذكر قضية علي أنوزلا، وعلي المرابط، وتوفيق بوعشرين، والآن، قضية الصحافي، سليمان الريسوني، وعمر الراضي، وهذا مسلسل متواصل للتضييق على حرية الصحافة، والصحافيين المستقلين.
نحن نتساءل ماذا فعل هؤلاء الصحافيين ليسوا بثوار يحملون السلاح، بل إنهم صحافيين يقومون بدورهم بنشر الحقائق، وربما ينتقدون السلطة.
وفي المغرب، والجزائر أعتقد أنه لا يليق بها سجن الصحافيين، لأنها دول لديها مكانة إقليمية مميزة، ففي المغرب الممارسة، التي نراها اليوم تفند كل الدعاية الرسمية المغربية، بأنها دولة حرية الصحافة، عندما يسجن صحافيون، لا يمكن أن تتحدث عن حرية الصحافة مهما كان الجرم، الذي ارتكبه الصحافيون.
4 – الصحافيون في الجوار مهددون دائما بالسجون، ومتابعات قضائية على خلفية عملهم، وتلفق ضدهم تهم جنسية وتهم حق عام، هل تهتمّ نقابة الصحافيين التونسيين بزملائها في الجوار، وتسعى إلى الدفاع عنهن/م؟

الدفاع عن الزملاء بالنسبة إلينا أمر مبدئي هي ليست قضية بروتوكولات، فقد كنا في قضية زميلنا علي المرابط، وعلي أنوزلا نظمنا في تونس ندوة صحفية، شارك فيها أهلهم، وأصدقاؤهم، وزملاؤهم، وحتى هياكل نقابية أخرى في تونس، وفي فلسطين كنا تحركنا، وهذا جاء حرصا منا على أن العمل الصحفي في كل أنحاء العالم، ليس فقط في منطقة شمال إفريقيا، أو المنطقة العربية، هو عمل تضامني أساسا، يعني حين لا يتضامن الصحافيون مع بعضهم بعض لا تنتظر التضامن من أية جهة أخرى، هذا من جهة، و من جهة أخرى، اعتبر أنه لولا تضامن الصحافيين فيما بينهم، لا كان الوضع كارثي أكثر منه حاليا.
لذلك، سبق لنا، وتحركنا مع الزملاء الصحافيين الفلسطينيين، الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والمصريين، الذين سجنوا بعد الانقلاب العسكري في بلدهم، وهم إلى حدود، الآن، دون تهم، وأحكام قضائية، وأيضا، تضامنا مع زملائنا الصحافيين في المغرب، والجزائر، وتركيا، وليبيا، وسوريا في اليمن في العديد من الدول العربية، خصوصا في الحقيقة موقفنا ثابت مهما كانت السلطة الحاكمة.
انتصرنا دائما إلى حرية التعبير، ونحن في تونس حين نخوض معركة، نجد الدعم من زملائنا في الدول الأخرى.
تونس تتبوؤ المرتبة الأولى في حرية الصحافة في المنطقة العربية، وستتبوؤ مكان الريادة في الدفاع عن زملائها في كل الدول العربية، التي نستطيع التدخل فيها سنقوم بذلك، وهذا ليس منة منا، أو إمتيازا، هو واجبنا، ونؤمن بأنه لا يكمن أن نتحدث عن الحرية في تونس منفصلة عن بقية زملائنا في باقي الدول العربية.
5- النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين عضو في الاتحاد الدولي للصحافيين، بل إنها ممثلة في مكتبه التنفيذي، ألا تجدون أن الفيج لا يفعل ما يجب للدفاع عن الصحافيين في المنطقة؟
حتى نعطي لكل ذي حق حقه، الاتحاد الدولي للصحافيين يقوم بدوره عموما، يعني يتدخل في العديد من الأماكن، التي يتطلب فيها تدخله، في تونس أتذكر حتى قبل الثورة، ساندنا كصحافيين في تونس، وتدخل للدفاع عنا، وفي مصر، أيضا، وتركيا، والعديد من الدول.
وفي حادثة الزميل خاشقجي "الفيج" تدخل بقوة، لكن نقول دائما إن هناك نقصا، من حيث تدخلهه، لأنه إلى حدود، الآن، وهي قراءة شخصية مني أظن أن "الفيج"، لا يقدر قوته الحقيقية، هو اسم عريق، ويعني كل الصحافيين حول العالم.
وكل دول العالم تخشى "الفيج"، لأنه يمثل خيرة، ونخبة صحافيي العالم، ولديهم كلمة قوية، ومسموعة، ورأي قوي، لكنه للأسف لا يقدر قوته جيدا، وظل يلعب على توازنات معينة إقليمية، ودولية، ومالية، تتعلق بالمانحين، وهنا أقصد أنه ليس لديه قوة مادية كبيرة، وهو يضم هيكل نقابات العالم، ومصادر تمويله هي مساهمة النقابات، المنضوية تحت لوائه، وليست لديه الإمكانيات المادية الكبرى حتى يتحرك بقوة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هناك نقص في وعي الصحافيين، الذين لا يلجؤون إلى الفيج، فالنظام الأساسي للمنظمة يقول إنه يحق لكل صحافي اللجوء إلى "الفيج"، وتقديم شكوى مباشرة له، والفيج يطلب من النقابة المحلية التدخل، وإن لم تتدخل النقابة المحلية يتدخل هو مباشرة.
اعتقد أن "الفيج" منظمة تدافع عن كل الصحافيين في العالم بغض النظر عن دولهم، وجنسياتهم، ودياناتهم، لكن يجب أن يكون تدخله أقوى، وذي نجاعة أكبر في العمل حتى يشعر الصحافيون بالطمأنينة، بأن وراءهم اتحاد دولي قوي من شأنه أن يتدخل، ويدافع عنهم في حالة الضرورة.
6- ألا تجدون أن "الفيج" تخلى على كل من توفيق بوعشرين، وسليمان الريسوني، وعمر الراضي في المغرب، على الرغم من تأكيد الدفاع، والمنظمات الحقوقية، والدولية على طبيعة التهم الملفقة ضدهم، واستعمال القضاء لاستهداف الصحافيين المستقلين؟
حقيقة ليس لدي فكرة على تدخل "الفيج" في قضية زملائنا في المغرب، لكن كما قلت منذ قليل إن من واجبه التدخل في كل الحالات.
7- كيف تفسرون صمت أغلب الصحافيين، وهياكلهم المهنية في بلدان المنطقة، وعدم دعمهم زملائهم المستهدفين؟ هل عرف الصحافيون المستقلون التونسيون ذات المحنة زمن دكتاتورية بن علي؟
نعم إن الصحافيين، خصوصا المستقلين المعارضين، والمناضلين، الذين كانوا، آنذاك، أقلية، واجهوا النظام بمفردهم، أذكر، أيام بنعلي، كنت ضمن مجموعة صغيرة من عشرين صحافيا، نقارع الاستبداد، والدكتاتورية، بينما كان بقية الصحافيين مطبعين مع النظام.
كما قلت في الجزائر هناك عدد من الصحافيين يسعون إلى التحرر، والافتكاك من واقعهم، في حين أن عددا كبيرا منهم، خصوصا في الإعلام العمومي، والرسمي، عادوا إلى الانخراط مجددا في دعاية، ومسار السلطة.
وفي تونس كان الأمر شبيها بتلك المرحلة مع أن الحراك الحقوقي أثر مباشرة على الحراك الصحفي، إذ منذ عام 2008، يعني قبل سنتين من الثورة، أصبح صحافيون يتداولون في العديد من المواضيع، وأصبحت نقابة الصحافيين ملاذا، وملجأ للصحافيين المعارضين، والمستقلين.
لا تنتظر من أية سلطة في العالم، أن تمنحك الحرية دون مقابل، ودون تضحيات، يجب أن تضحي حتى تنتزع الحرية، والصحافيون القلة، الذين يتعرضون للتغيب في السجون، والاعتقال، و التعذيب، وحتى للملاحاقات، والتضييقات القضائية، في النهاية، هم النبراس الذي سيفتح الطريق.
اعتقد أن خالد الدرارني، مثلا، هو النبراس، الذي سيفتح الطريق أمام الصحافيين في الجزائر حتى يتحرروا نهائيا، وأيضا زملائهم المعتقلين في مصر.
وفي المغرب، فإن توفيق بوعشرين، وسليمان الريسوني، وعمر الراضي، هم الذين سيفتحون المجال أمام زملائهم، يعني هناك أمل متواصل حتى تكون هناك حرية صحافة.
7- الصحافيون في المنطقة معرضون للمتابعات الأمنية، والقضائية، ولكن، أيضا، إلى التشهير من قبل المواقع المرتبطة بالأجهزة، أو تلك، التي تحركها مراكز النفوذ المالي، والسياسي، وحتى الإيديولوجي، كيف يمكن التصدي لهذه الظاهرة؟
في الحقيقة هذا موضوع معقد، وقد عانينا منه مطولا في تونس، قبل الثورة، الذي ينجو من الاعتقال، والتعذيب، والتضييق يكون معرضا للتشهير.
وقد ظلت آلة التشهير متواصلة بعد الثورة، وتعرض زملاء لنا لتهديدات متواصلة، كان عندنا أعضاء في المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين كانوا يتعرضون إلى السب، والتهديد، والقذف في مواقع، وجرائد محسوبة على أطراف سياسية في الحكم، أو غير الحكم، أو دوائر نفوذ مالية، أو عمليات فساد في تونس.
في رأيي يجب وضع ضوابط لاخلاقيات المهنة، وأن تكون هناك تحركات قوية في الميدان، وإذا لم يقم الصحافيون بتحركات قوية من الداخل لن يتحسن الأمر.
وفي رأيي الهياكل النقابية في كل المنطقة، يجب أن تعبر عن الصحافيين، وحتى إن لم تعبر عن دعمها، فيجب أن يذهب الصحافيون، ويطلبوا مساندتهم حتى تدافع عنهم لأنه ما يقع للصحافيين المعتقلين الآن، يمكن أن يتعرض له كل الصحافيين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.