بعد شهور من الشلل التام للقطاع السياحي، وصل أول وفد سياحي إلى مراكش بعد أكثر من سبعة أشهر على تفشي جائحة "كورونا"؛ فقد حطّت طائرة، في حدود الخامسة والنصف من مساء أول أمس السبت، بمطار "المنارة" الدولي، قادمة من "مطار باريس أورلي"، وعلى متنها 160 سائحا، معظمهم من جنسية فرنسية. وعلمت "أخبار اليوم" أن 40 سائحا انتقلوا للإقامة بقرية سياحية تقع بمنطقة "النخيل"، بناءً على حجز مسبق، وهي المنشأة السياحية التي من المقرر أن تستقبل حوالي 200 سائح فرنسي خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما توزع باقي السياح على مؤسسات فندقية أخرى ورياضات بالمدينة الحمراء. المكتب الوطني المغربي للسياحة اعتبر وصول أول فوج من السياح الفرنسيين إلى مطار "مراكش المنارة"، "حدثا متميزا ورمزيا للغاية، يبصم على بداية لمستجد بالغ الأهمية و يؤشر لانطلاقة واعدة للقطاع السياحي"، مضيفا، في بلاغ صحافي، بأن "توافد أولى طلائع السياح الأجانب، الذين اختاروا وجهة المغرب لمقامهم السياحي، يأتي في الفترة التي تستعد فيها العديد من المؤسسات الفندقية وكبريات العلامات الدولية بمراكش وبباقي المدن المغربية، لإعادة فتح أبوابها في وجه زبنائها، كما يتزامن الحدث نفسه مع إعلان بعض شركات الطيران عن إعادة إطلاق رحلاتها في اتجاه المغرب". وجاء في البلاغ الصحافي، المعنون ب "السياح الأجانب يعودون من جديد للمغرب"، تصريح للمدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، عادل الفقير، أشار فيه إلى أن هذا الحدث يعتبر "أمرا مهما بالنسبة إليهم في المكتب والوزارة الوصية، والخطوط الجوية الملكية المغربية، والمكتب الوطني للمطارات، ومهنيي السياحة، الذين قال إنهم سعداء باستقبال هؤلاء السياح، ليثبتوا للعالم أجمع أن المغرب مجند وعلى أتم استعداد لاستقبال ضيوفه واتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان سلامتهم الصحية، وتوفير الظروف المواتية لمقام جيد بالمملكة، مضيفا أن جميع المتدخلين في السياحة عازمون على وضع أسس انطلاقة تدريجية ومستدامة لهذا القطاع. وقد كان في استقبال الوفد السياحي العديد من المسؤولين، بينهم مدير المكتب الوطني للسياحة، ومديرة مطار "مراكش المنارة"، نوال منير، وعبد الصادق العالم، ممثلا والي جهة مراكشآسفي، وممثلون عن المندوبية الجهوية للسياحة والمجلس الجهوي للسياحة والاتحاد العام لمقاولات المغرب بالجهة عينها، بالإضافة إلى ممثلي السلطات المحلية وممثلي القطاعات ذات الصلة. في غضون ذلك، بدأت ساحة جامع الفنا تستعيد نشاطها بعد حوالي سبعة أشهر من إغلاقها، في إطار الإجراءات والتدابير الاحترازية المتخذة من طرف السلطات لمواجهة وباء "كورونا"، فقد عاد صناع الفرجة، تدريجيا، إلى تقديم عروضهم الفنية بالحلقات، بعدما كانت بعض المحلات التجارية ومعارض منتجات الصناعة التقليدية فتحت أبوابها منذ حوالي 4 أشهر. هذا وكان القطاع السياحي بمراكش حقق أرقاما غير مسبوقة في سنة 2019، بوأتها المرتبة الأولى وطنيا وقاريا، على صعيد توافد أعداد السياح، فقد سبق لبلاغ سابق للمجلس الجهوي للسياحة بجهة مراكشآسفي، أن أكد بأن عدد السياح الوافدين على المدينة الحمراء وصل إلى حوالي 3 ملايين زائر، أي بزيادة بنحو 8% مقارنة مع السنة التي سبقتها، كما تجاوزت ليالي المبيت فيها 8 ملايين ليلة، لتحافظ بذلك المدينة على تصدرها لقائمة ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء السياحية المصنفة على المستوى الوطني، وتظل الوجهة السياحية الأولى في المغرب وإفريقيا، ومن بين أفضل الوجهات على الصعيد العالمي. وأوضح البلاغ بأن هذا الأداء يمثل مرتين المعدل المتوسط لنمو السياحة العالمية، وفقا لإحصائيات المنظمة العالمية للسياحة، مشيرا إلى أن المدينة الحمراء سجلت أزيد من 8 ملايين ليلة مبيت خلال السنة الماضية، بمعدل ملء بلغ نسبة 61%. وتابع البلاغ، الذي أطلق على 2019 سنة الأرقام القياسية، بأن مراكش واصلت، خلال السنة المذكورة، ريادتها كوجهة سياحية رائدة على الصعيدين الوطني والقاري، فقد صنّفها موقع "تريب أدفايزر"، المتخصص في الرحلات والسفر، وللعام العاشر على التوالي، من بين أفضل 10 وجهات سياحية في العالم، جنبا إلى جنب مع أهم الوجهات الأوربية، مثل باريس وروما ولندن وبرشلونة وإسطنبول... كما وضعتها المجلة الأمريكية "فوربيس" في المرتبة السادسة من بين أحسن الوجهات السياحية في العالم المقترحة للزيارة خلال السنة الجارية. مؤشر آخر على تطور السياحة بمراكش، خلال السنة المنصرمة، يتعلق بتجاوز مطار "المنارة" الدولي، للمرة الأولى، عتبة 6 ملايين مسافر، الذي يشهد منذ سنة 2017 معدلات نمو مرتفعة بتطور سنوي متوسط بزائد 16.42 في المائة، فقد انتقلت حركة النقل الجوي فيه من 3.8 ملايين مسافر سنة 2016 إلى أكثر من 6 ملايين و400 ألف مسافر خلال نهاية السنة الفارطة. واستنادا إلى مصدر من المجلس الجهوي للسياحة، فقد حافظت مراكش، خلال 2019، على صدارتها للسياحة الوطنية للسنة ال18 على التوالي، أي منذ 2001، بجميع المقاييس، سواء على مستوى أعداد السياح، أو الاستثمارات السياحية، وعلى صعيد البنيات التحتية، وأعداد اليد العاملة في هذا القطاع بالمدينة، موضحا بأن المدينة تتوفر على أكثر من 65 ألف سرير في هذا المجال، وهو ما قال إنه يشكل 48% من الطاقة الاستيعابية للإيواء السياحي بالمغرب، كما تحتل الريادة على مستوى ليالي المبيت، التي قال إنها تصل إلى 42% وطنيا، ويعمل بالقطاع السياحي بالمدينة أكثر من 200 ألف عامل وموظف، 40 ألف منهم بشكل مباشر والباقي بطريقة غير مباشرة. وأكد المصدر نفسه بأن مراكش احتلت صدارة الوجهات السياحية على الصعيد القاري للسنة الخامسة على التوالي، متبوعة بجوهانسبورغ بجنوب إفريقيا..