على الرغم من أن المغرب أنهى الحجر الصحي الشامل، منذ أشهر، إلا أن آثاره الجانبة لا تزال مستمرة، خصوصا على فئة المسنين، الذين لم يتمكن عدد منهم من الولوج إلى الخدمات الصحية، خلال فترة الحجر، ويواجهون آثارا نفسية، بسبب التباعد الاجتماعي، الذي يدخلهم في فترات عزلة طويلة. وفي السياق ذاته، وقفت المندوبية السامية للتخطيط على المخاطر الصحية، والنفسية، التي يتعرض لها الأشخاص المسنون في المغرب، في ظل جائحة كورونا، خصوصا أنهم الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بشكل حاد بعدوى كوفيد-19، وخلصت إلى أن عددا منهم حرموا من الولوج إلى الخدمات الصحية، خلال الحجر، كما أنهم في ظل استمرارهم في احترام قواعد التباعد الاجتماعي، يعيشون وضعا يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية، تتجلى في اضطرابات المزاج، أو القلق، أو حتى الارتباك. وفي الوقت الذي يخلد فيه المجتمع الدولي في فاتح أكتوبر من كل سنة، اليوم العالمي للأشخاص المسنين، قدمت المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الخميس، معطيات إحصائية عن المخاطر الصحية، والنفسية، التي يتعرض لها الأشخاص المسنون في ضوء نتائج البحث الميداني حول أثر كورونا على الوضعية الاقتصادية، والاجتماعية والنفسية على الأسر، الذي تم إنجازه، خلال شهري أبريل ويونيو الماضيين. وقالت المندوبية ذاتها إنه بالإضافة إلى مشاكل الفقر في بعض الحالات، وخطر العزلة، والتمييز، المحتمل ضد المسنين، فإن هذه الفئة تعتبر في الغالب أكثر هشاشة من الناحية الصحية، ويصل عدد الأشخاص المسنين، حاليا، حوالي 4,1 مليون نسمة. وأضافت المندوبية السامية للتخطيط أن المسنين الأكقر عرضة لخطر الإصابة بشكل حاد بعدوى كوفيد-19، نظرا إلى عوامل السن، الذي يخفض لديهم المناعة ضد المرض، والإصابة بمرض مزمن، الذي تتجاوز نسبته لديهم 63 في المائة، أي 2,57 مليون نسمة، وأوضحت المندوبية أن الحجر الصحي أثر على فئة المسنين في المغرب بشكل كبير، على مستوى الولوج إلى الخدمات الصحية، إذ إنه خلال الحجر الصحي، من بين 38,2 في المائة من الأشخاص المسنين، الذين يعانون أمراضا مزمنة، والذين كان من الضروري إجراء فحص طبي لهم، 44,0 في المائة منهم لم يتمكنوا من الولوج إلى هذه الخدمات، ويصل هذا المعدل إلى 36,7 في المائة بالنسبة إلى الأمراض العابرة. ويعزى السبب الرئيسي لعدم الحصول على خدمات الرعاية الصحية، حسب البحث ذاته، في صفوف المسنين، إلى الخوف من العدوى، تليها أسباب أخرى مرتبطة جزئيا بالحجر الصحي، مثل نقص المال، ووسائل النقل. وعن المخاطر المتعلقة بالضيق النفسي، خلصت الدراسة إلى أن الأشخاص المسنين، الذين يستمرون في إتباع قواعد مماثلة لتلك الموصى بها، خلال فترة الحجر الصحي، خصوصا السهر قدر الإمكان على احترام التباعد الاجتماعي، يعيشون في وضع يمكن أن يؤدي إلى آثار نفسية، تتجلى في اضطرابات المزاج، أو القلق، أو حتى الارتباك. ويزداد خطر ظهور هاته الآثار مع طول مدة العزلة، بالإضافة إلى عوامل أخرى كظروف السكن، وفقدان الدخل، ونقص المعلومات أو الملل. وبحسب البحث الميداني لدى الأسر، فإن العواقب الرئيسية لهذه الوضعية على الأشخاص المسنين هي القلق (43,4%) والخوف (37,6%) والسلوك المهووس (23,8%)، واضطراب النوم (20,1%).