تستمر الديبلوماسية المغربية، في مواكبة الإنتقال السياسي الصعب الذي تشهده دولة مالي، عقب الإنقلاب العسكري الذي شهدته البلاد قبل أسابيع، وأدى إلى الإطاحة بحكم الرئيس السابق أبوبكر كيتا. فبأمر من الملك محمد السادس، قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، بزيارة إلى باماكو حيث تم استقباله من طرف الرئيس الانتقالي لجمهورية مالي السيد باه نداو وأشار بالغ صادر عن وزارة الخارجية، غلى أن بوريطة قد تباحث أيضا مع نائب الرئيس الانتقالي، الكولونيل أسيمي غويتا، والوزير الأول الانتقالي، مختار أوان، وكذا زعماء دينيين ماليين من ضمنهم على الخصوص، بويي حيدرا والإمام محمود ديكو. ويشارك المغرب، ضمن مجموعة من الدول في مواكبة مسلسل انتقال الحكم في مالي، بعدما كان قد حظي بأول استقبال من طرف المجلس الانتقالي العسكري الذي يقود البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق. وكانت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرانكوفونية، لويز موشيكيوابو، موحا وعلي تاغما، قد عينت سفير المغرب بأبوجا، عضوا في البعثة رفيعة المستوى للمنظمة الدولية للفرانكفونية المكلفة بمواكبة مسلسل الانتقال المدني بمالي. ويعد هذا التعيين اعترافا بالتزام المغرب بخدمة السلم والاستقرار الإقليمي، وكذا الدور الحكيم والبناء الذي تضطلع به المملكة، بتوجيهات سامية من الملك، في مالي وليبيا وغيرها من البلدان. وتضم، أيضا، بعثة المنظمة الدولية للفرانكفونية المكلفة بمتابعة الوضع في مالي، والتي يقودها الشيخ تيديان غاديو، وزير دولة سابق، ووزير الشؤون الخارجية لجمهورية السنغال، ونائب رئيس الجمعية الوطنية حاليا، نادية اليوسفي، نائبة لبروكسيل ونائبة ببرلمان فيدرالية والونيا-بروكسيل، عضو مكتب لجنة الشؤون البرلمانية للجمعية البرلمانية للفرنكفونية. وكان رئيس اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب في مالي،قد استقبل قبل أيام بالثكنة العسكرية بكاتي (15 كلم عن باماكو)، سفير المغرب في مالي، حسن الناصري، معبرا عن "امتنانه العميق" للملك على المساهمة الفعالة للمملكة في الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة، بحسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء. وفي هذا الصدد، ذكر العقيد آسيمي غويتا بأن المغربي كان أول دبلوماسي يجري اتصالات مع السلطات الجديدة، وذلك منذ يوم الخميس 20 غشت الماضي، مشيدا بالعلاقات العريقة والشراكة المثمرة التي تربط البلدين الشقيقين.