على الرغم من الانخفاض الكبير الذي عرفته نسبة الاستثمارات الأجنبية خلال هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية إلا أن التقرير الأخير الذي أصدره صندوق الأممالمتحدة للتجارة والتنمية حمل رسائل تطمينية للمغرب بخصوص حفاظه على جاذبيته للاستثمارات الأجنبية، غير أنه في الوقت ذاته أشار إلى أن المغرب لم يعد لوحده الذي يغري المستثمرين الأجانب فهناك دول إفريقيا جنوب الصحراء والتي أصبحت تحت منظار أكبر المستثمرين في العالم. وقال التقرير إن المغرب نجح خلال سنة 2013 في جذب أكثر من 3.36 مليار دولار من الاستثمارات بنسبة ارتفاع بلغت 23 في المائة مقارنة مع سنة 2012، مشيرا إلى أن قطاع الصناعة في المغرب مستمر في جذب الاستثمارات الأجنبية وخاصة قطاع السيارات والأغذية والبنيات التحتية. وفسر تقرير المنظمة الأممية قدرة المغرب على جذب الاستثمارات الخارجية "بقوة" الاقتصاد المغربي الذي استطاع تجاوز الأزمة بسهولة، وكذلك الاستقرار الذي كان يتمتع به المغرب عكس الدول المجاورة التي تتخط في الأزمات السياسية والأمنية. غير أن ورقة الاستقرار التي كان يراهن عليها المغرب من أجل إقناع المستثمرين بوضع أموالهم في المغرب، لم يعد لديها نفس التأثير، فحسب التقرير فإن القارة الإفريقية أصبحت هي محط أنظار المستثمرين في العالم، حيث سترتفع نسبة الاستثمارات في القارة السمراء بأكثر من 4 في المائة خلال هذه السنة وستستفيد منها دول إفريقيا جنوب الصحراء على حساب كل من المغرب وتونس ومصر. وأشار التقرير إلى أن التوجه العام لدى المستثمرين هو التركيز على دول إفريقيا جنوب الصحراء لأنها أسواق مازالت واعدة ولم تصل بعد مرحلة الإشباع كما أنها توفر سوقا استهلاكية قوية، لذلك سيكون على المغرب بأن يعمل على إيجاد خطة من أجل الرفع من تنافسيته في مجال جذب الاستثمارات الأجنبية وكشف التقرير على أنه خلال سنة 2013 إذا كانت الاستثمارات الأجنبية قد ارتفعت فإن الاستثمارات التي قام بها المغرب في الخارج قد انخفضت، حيث انتقلت من 406 مليون دولار سنة 2012 إلى 331 مليون دولار سنة 2013، وقد فسر التقرير هذا التراجع بكون المستثمرين المغاربة أرادوا الاستفادة من الانتعاش الذي كان يعرفه السوق المغربي، كما أنه كانت هناك حالة من التخوف من وضعية الاقتصاد الدولي وهو ما جعل عددا من المستثمرين المغرب يحجمون عن استثمار أموالهم في الخارج. وحافظ المغرب على ريادته في مجال جذب الاستثمارات في منطقة المغرب العربي، وحتى على الصعيد العربي خلال السنة الماضية حيث جاء في المرتبة الثانية بعد مصر التي استطاعت استقطاب 5.5 مليار دولار خلال السنة الفارطة، وجاءت السودان في المرتبة الثالثة ثم الجزائر.