فجعت ساكنة مدينة طنجة وعموم المغاربة، في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة، بنبأ العثور على جثة الطفل "عدنان بوشوف"، والذي تابع قصة اختفائه المحيرة ملايين من المواطنين، على مدى 5 أيام متواصلة، امتلأت فيها مواقع التواصل الإجتماعي بصور الطفل مع شخص مشتبه بخطفه، قبل أن يتبين أن الأخير "مغتصب وقاتل"، وفق التحريات الأولية. خرج ولم يعد وتعود القصة إلى يوم الإثنين الماضي، حينما غادر عدنان الذي لا يتجاوز عمره 11 سنة، منزل العائلة بمنطقة بني مكادة، حيث أرسل لاقتناء علبة دواء من صيدلية الحي، وفق ما أكده والده في حديث سابق لموقع "اليوم 24" لكنه لم يعد إلى البيت وانقطع أثره ما أثار فزع والديه، ودفعهم للإنطلاق في البحث عنه بمشاركة ساكنة المنطقة. وفي ذات اليوم، قدمت عائلة عدنان، بلاغا إلى السلطات الأمنية بمنطقة بني مكادة، بشأن اختفاء ابنها، وتجند نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي لنشر صوره بكثافة في محاولة للمساعدة على جهود البحث، حيث تحولت القصة إلى "ترند" اجتاح موقعي فيسبوك وتويتر، انطلاقا من يوم الثلاثاء. لغز الشخص المرافق وبدأت خيوط القضية في التفكك، بعدما تم البحث في تسجيلات كاميرات المراقبة بالحي المذكور، والتي أظهرت إحداها الطفل عدنان وهو يرافق أحد الأشخاص الغرباء، ليبتبن لاحقا أنه وافد جديد قطن بالحي مؤخرا، حيث تحولت جهود البحث للتحري حول هوية هذا المرافق، والذي عممت صوره على نطاق واسع، بغية التعرف عليه. ورغم الجهود الكبيرة التي قادتها عائلة عدنان وأقرباؤهم وأصدقاؤهم، مع انخراط كبير لساكنة المدينة، فلم تفلح جهود البحث عن الإبن في العثور عليه، إلى أن فوجئ الجميع أمس الجمعة، بخبر إلقاء القبض على المشتبه فيه الأول بالقضية، والذي أدى التحقيق معه إلى العثور على جثة الطفل في حفرة بفضاء عمومي، غير بعيد عن منزل أسرته. ومنتصف ليلة أمس حلت حلت السلطات الأمنية وعناصر الشرطة العلمية بالحي المذكور، ليتمكنوا من انتشال جثة الطفل، ونقلها إلى التشريح الطبي، وسط صدمة المئات من المواطنين الذين تابعوا العملية، كما تابعها معهم عشارت الآلاف من خلال البث المباشر على مواقع التواصل الإجتماعي، حتى أولى ساعات الصباح. مصادر أمنية: الجريمة فردية ساعات بعد ذلك كشفت المديرية العامة للأمن الوطني، رسميا أولى التفاصيل عن القضية، حيث أكدت في بلاغ لها أن عناصر الشرطة القضائية بمدينة طنجة، قد تمكنت من توقيف شخص يبلغ من العمر 24 سنة، يعمل مستخدما المنطقة الصناعية بالمدينة، وذلك للاشتباه في تورطه في ارتكاب جناية القتل العمد المقرون بهتك عرض قاصر. المديرية أكدت أن تحرياتها قد أفضت إلى أن الامر يتعلق بواقعة اختفاء بخلفية إجرامية، خصوصا بعدما تم رصد تسجيلات مصورة تشير إلى احتمال تورط أحد الأشخاص في استدراج الضحية بالقرب من مكان إقامة عائلته. حيث أسفرت عمليات البحث والتشخيص التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية عن تحديد هوية المشتبه فيه، الذي يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم توقيفه والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية. وتشير معطيات الأمن إلى أن المشتبه فيه أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بنفس الحي السكني، وقام بتعريضه لاعتداء جنسي متبوع بجناية القتل العمد في نفس اليوم وساعة الاستدراج، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه بمنطقة مدارية. ووفقا لمصادر أمنية فإن المشتبه فيه، الذي جرى اعتقاله أمس الجمعة، قد اعترف بفعلته، ودل المحققين على مكان دفن الجثة. هذا وقد تم إيداع المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات ارتكاب هذا الفعل الإجرامي الذي كان ضحيته الطفل القاصر، والذي تم إيداع جثته بالمستشفى الجهوي بالمدينة رهن التشريح الطبي. صدمة في المدينة وعلى مواقع التواصل انكشاف تفاصيل القضية دفع المئات من المواطنين إلى الخروج إلى شوارع المدينة معبرين عن صدمتهم الشديدة، لهذه الجريمة الوحشية، مطالبين بإعدام المتورط في هذا الجرم، وهو الأمر الذي اتفق عليه أيضا قطاع واسع من رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين تابعوا جميع أطوار القضية، حيث غص موقع فيسبوك بالآلاف من التدوينات التي نادت بإنزال أقصى العقوبات في حق الجاني.